ضمن فعاليات رمضانية متنوعة لجمعية حرفة وفي ممرات ميدان الجردة ببريدة وفي سوق قبة رشيد المكتظ بالناس يتذكر كبار السن كيف كانت تلك المواقع قبل نحو 50عاما حيث تتركز الحياة في بريدة في هذا الموقع، حينما أعادت جمعية "حرفة" الحياة مرة أخرى لذلك الموقع بإقامة مهرجان في سوق الجردة وقبة رشيد لتعود معه الحياة في تلك المحلات التجارية الشهيرة، حيث يشاهد الجمهور العديد من الحرفيين السعوديين الذين يعملون على إنتاج بعض القطع والمقتنيات أمام الزوار لتعود صورة من حياة المجتمع كما كنت في السابق. يقول مرشد العايد ستيني يزور الموقع بأن سوق الجردة كان محط أنظار سكان نجد وهو السوق الشهير الذي تتجمع فيه المنتجات من مختلف الأماكن، ويضيف العايد قائلاً بأن له أكثر من 20 عاما لم يزر هذا الموقع وقد جاء اليوم بصحبة حفيده وأنه مسرور بعودة الناس لهذا المكان وعودة حبهم للعمل الحرفي الذي عادت معه أصوات الحرفيين وهم يقومون بالصناعة كما في السابق حيث أثلج صدره هذا المشهد فهو يتذكر جيدا كيف كان يمارس الناس مهنهم بأنفسهم وكيف يصنعون أدواتهم بجودة عالية. وقال العايد كنا نشتري الحذاء والكساء وأواني المنزل كلها من الحرفيين واليوم لا مكان لهذه المنتجات بعد مداهمة الصناعة الحديثة والمستوردة. وفي زاوية أخرى من موقع الفعاليات يستعرض عبداللطيف الوهيبي في جلسة خاصة قصص العقيلات ورحلاتهم في التجارة قديما وآداب الرحلات في ذلك الوقت، وعلاقة سوق الجردة بهذه الرحلات التجارية، كما يحكي الوهيبي مغامرات ورحلات التجارة في السابق رغم تلك الصعوبات والمخاطر التي تواجههم. من جهة أخرى تقيم "حرفة" ورشة عمل للمصورات لتصوير المنتجات اليدوية والحرفية في السوق، حيث نظمت الجمعية دورة للمصورات السعوديات حول تصوير الحرف اليدوية والمنتجات الشعبية ضمن فعاليات مهرجان تراث حرفة الرمضاني، وقد أقيمت ورشة العمل بحضور عدد من المصورات والمهتمات في مجال التصوير خاصة في تصوير المنتجات اليدوية الحرفية وكذلك تصوير الحرفيين العاملين في هذا المجال، وتطرقت ورشة العمل لطريقة نشر الصور عبر الحسابات الشخصية في التواصل الاجتماعي ونشر ثقافة العمل الحرفي وتصوير المنتجات اليدوية. وقالت سجى القعّدي مديرة مركز التدريب والصناعات اليدوية التابع لجمعية حرفة بأن ورشة عمل التصوير حظيت بإقبال كبير من الفتيات وهي من أعلى ورش العمل تسجيلا خلال فترة مهرجان تراث حرفة الرمضاني. وأضافت القعدي بأن الورشة تطرقت للعديد من المهارات التي يجب أن تعمل عليها المصورة لتصوير المنتجات التراثية والشعبية وكذلك تصوير الحرفيين وهم يزاولون أعمالهم وما تحتاجه المصورة من تقنيات متعددة كالإضاءة وتسجيل الحركة في التصوير. وختمت القعّدي بأنه كان هناك فرصة لمزاولة بعض التقنيات عمليا من خلال وجود مجموعة من الحرفيين خلال المهرجان وتم العمل وتصوير العديد من الحرف اليدوية في الموقع.