لا يكاد يمر على "تايم لاين" "تويتر" حتى ينتقل لإبداء إعجاباته المتلاحقة بصور من يتابع في "إنستجرام"، ثم ينقلب إلى "باث" وقليلٍ من "التوثات"، ثم يعود إلى "تويتر" من جديد وهكذا دواليك، حتى يغلبه النعاس وينام وهاتفه الذكي فوق رأسه! صاحبنا متابع حثيث لأي مستجد هنا، أو نقاش هناك، فهو لا يفوّت دقيقة انتظار في إشارة مرورية دون "التشييك" على رسائل "واتس أب"، بل لا تكاد تمر خمس دقائق متواصلة دون أن يحمل جواله، وينتقل "بمزاجه" إلى العالم الافتراضي بقضّه وقضيضه، ثم بعد كل هذا يشكو صاحبنا من ضيق الوقت، وصعوبة إنجاز الأعمال، وحتى عدم القدرة على الانتهاء من أي شيء مهما كان بسيطاً! بالطبع يا عزيزي لن تجد الوقت الكافي لإنجاز أي شيء، لن تجد الوقت لبناء نفسك، لن تجد متسعاً للقراءة والاطلاع، لن تجد وقتاً لمسامرة أصدقائك الحقيقيين، بدلاً من عشرات الأصدقاء الافتراضيين هناك، لأنك مشغول بملاحقة كل شيء؛ والخروج بلا شيء في النهاية! يعتقد كثيرون أن متابعة قنوات الاتصال الاجتماعي إدمان لا يمكن الشفاء منه، فإن كنت من هؤلاء فدعني أخبرك عن تجربة أحد مشاهير التدوين والتغريد من الشباب السعودي، الذي أدرك مبكراً مخاطر الانغماس في قنوات الاتصال الاجتماعي، فاتخذ قراراً شجاعاً بالابتعاد الاختياري عن تلكم الوسائط، في سباتٍ سنوي لا تقل مدته عن خمسة أشهر متتالية، مما جعله يتفرغ لبناء نفسه وتجويد عمله، وصار يعود كل سنة بمشروعٍ جديد وفكرة مبتكرة، تضاف إلى رصيده المجزي أمام الجميع. بالطبع شتان بين صاحبنا الأول الذي رضي بإدمان متابعة كل شيء، دون أي فائدة أو إضافة، وبين نموذجنا الثاني الذي استطاع الابتعاد قليلاً، لينتج كثيراً، فأي النموذجين تحب أن تكون؟ أنت من يقرر ذلك وحده، وحتماً سوف تستطيع.