قتل 14 جنديا تونسيا على الأقل مساء الأربعاء في المواجهات التي تلت هجوما «إرهابيا» على جبل الشعانبي بالقرب من الحدود مع الجزائر في الوقت الذي كان الجنود فيه الجنود يتناولون طعام الافطار، بحسب حصيلة جديدة لوزارة الدفاع. وقال الخبير الأمني والمحلل السياسي التونسي الدكتور مازن الشريف لـ « المدينة»: إن هناك علاقة مباشرة بين ما يجري في تونس وما يجري في ليبيا وفي المنطقة. وبين أن هنالك أخطاء استراتيجية فادحة قامت بها الدولة التونسية سهلت مثل هذه العمليات وأشار الى ان الاحتفالات التي جرت في بعض المناطق بتونس على أثر هذه العملية الإرهابية وراءه مرجعيات تكفيرية ترى الجنود والأمن التونسي «طاغوت» يستحق القتل، وأضاف: الدولة مشلولة تماما و هناك اكثر من كذبة يروجها البعض تتمثل في ان الإرهاب في الشعانبي فقط. والثانية انه تم القضاء على الإرهاب في الشعانبي وتطهير الجبل حتى انه يمكن التنزه و بالتالي يصدق الجنود هذه الاكاذيب فيطمئنون ويجلسون مجتمعين في «منتزه الشعانبي» من أجل افطار رمضان. فيغتالهم رصاص غدر الارهابيين، وقال: الوقائع على الأرض تبين أن الإرهاب لديه وجود في كامل تراب الجمهورية التونسية، ويتفاعل إرهاب السهل مع إرهاب الجبل، وإرهاب المدن مع إرهاب الصحراء، والإرهاب المحلي مع الإرهاب الإقليمي والدولي. والشعانبي منطقة عسكرية مغلقة فيها نشاط إرهابي مكثف ولم يتم تطهيره لأن تلك المجموعات ليست أصناما لتقصفهم وهم جامدون بل مجموعات «ذكية» متحركة لها عمق داخل المدن. الإرهابيون يراقبون ولديهم استراتيجيا وسيستغلون كل خطأ تقوم به ويعلمون أنك لا تملك أي استراتيجي حقيقية. يمكن القياس على هذا النموذج لفهم بعض آليات التوقع البسيطة جدا . ولرؤية الأخطاء الكارثية ونتائجها المدمرة من جهته أكّد الملحق الإعلامي بوزارة الدفاع الوطني التونسى، رشيد بوحولة امس، بأنّ العمليات الميدانية لتعقب الإرهابيين ولإجلاء المصابين من عناصر الجيش الوطني، بمنطقة هنشير التلّة بالشعانبي لا تزال متواصلة حتى صباح امس .وكان هجوم إرهابي استهدف ليلة أمس الجيش الوطني بجبل الشعانبي أسفر، في حصيلة غير نهائية، عن استشهاد 14 جنديا وجرح 20 آخرين، إصاباتهم متفاوتة الخطورة.فيما تم القضاء على أحد العناصر الإرهابية التي شاركت في الهجوم الذي استهدف في حدود الساعة السابعة و40 دقيقة من مساء الأربعاء نقطتي مراقبة تابعتين للجيش الوطني بصورة متزامنة في منطقة هنشير التلة في عمق جبل الشعانبي باستعمال قذائف الآر بي جي وأسلحة رشاشة.