من اللافت أن تعطينا أمريكا دروسا في مراعاة التوتر الديني الطائفي، وهي التي قتلت أسامة بن لادن دون محاكمة وألقت جثته في البحر، وسلمت صدام حسين لحبل مشنقة نوري المالكي لينفذ فيه حكم الإعدام صباح يوم عيد الأضحى! من اللافت أيضا أن تعطينا أمريكا دروسا في حقوق الإنسان والحريات وهي التي مازالت تحتجز المعتقلين في سجن جوانتنامو منذ سنوات عديدة دون محاكمة، وكانت شريكا وشاهدا على ما جرى في سجن أبو غريب من تعذيب وتنكيل بالمعتقلين، واعترفت قواتها بقتل آلاف من الأبرياء المسلمين في قراهم وحفلات أعراسهم ومساجدهم ومستشفياتهم ومدارسهم في أفغانستان والعراق دون أن تقدم اعتذارا أو تدفع تعويضا لأهالي الضحايا! من اللافت أيضا وأيضا أن تمارس أمريكا القتل في كل مكان تجد فيه تهديدا لمصالحها ودون أي التزام بمبادئ وشعارات حقوق الإنسان وتمارس الصمت على القتل اليومي للفلسطينيين في فلسطين المحتلة وتهديم منازلهم وتشريد أسرهم، ثم تنتقد تنفيذ حكم العدالة بمجرمين مارسوا الإرهاب وحرضوا على القتل وعاثوا في الأرض فسادا وسفكوا الدماء التي عصم الله! من اللافت أيضا وأيضا وأيضا أن تتناغم بكائيات الشيطان الأكبر مع جمهورية الشر فلا نعود نميز بين عمامة السيد وقبعة العم سام، وتضغط أمريكا على دول العالم لتساهم في محاربة الإرهاب وتخوض معاركه ثم تسعى لحماية الإرهابيين وإنقاذهم من الموت، وكأن المسألة ليست أكثر من توظيف لخدمة مصالحها وتنفيذ سياساتها وتطويع العالم لحساب ومزاج العم سام!