لا يمكن إعادة أسباب الجرائم التي وقعت في المجتمع خلال اليومين الماضيين إلى أعذار متكررة, ترافق عادة معظم الجرائم المؤلمة التي يعيشها المجتمع السعودي، وتتلخص في الغالب بين المرض النفسي، وإدمان المخدرات، بل يجب أن نواجه الأسباب الحقيقة في تلك الجرائم التي تقع خصوصاً في حق الأب والأم، لتتمكن جهات أخرى من علاجها!. التفسير المنطقي الدائم الذي يربط بين معظم الجرائم التي سمعنا وقرأنا عنها بحق (الآباء والأمهات) في شهر رمضان المبارك، هو المرض النفسي وإدمان المخدرات، وكأن الأمر بمثابة شماعة نعلق عليها كل الأخطاء الممكنة في المجتمع، بكل تأكيد هناك أسباب خاصة لكل قضية، وليس من العدل أن تُصاب الأسرة (بمصيبتين) قاتل ومقتول من أفرادها، وفضائح أو أسرار منشورة على الملأ، وكان الله في عونهم في مصيبته، ولكننا نتحدث بشكل عام، عن أن مثل هذه الجرائم تقع نتيجة عدم وجود قنوات، أو مساحات للحوار بين الأطراف، وهنا ثقافة مهمة تغيب عن معظم البيوت للأسف، وهي صناعة الحوار بين أفراد الأسرة، لحل كل المشاكل، ومعالجة الأخطاء، لمنع مثل هذه المصائب من الوقوع!. أعتقد أنه يجب علينا أن نبحث في مجمل الجرائم التي وقعت خلال السنتين الماضيتين من قبل فريق متخصص، وندرس أسباب كل حالة، لمعرفة أين مكامن الخلل المتشابهة والمتكررة، والتي يمكن أن تقود إلى جريمة جديدة في عائلة أخرى بحق (الأب أو الأم أو الأخ أو الأخت أو الزوجة أو الأبناء)، ومن ثم يمكن وضع برامج وخطط تنطلق من المسجد أو المدرسة أو حتى سن قوانين وتنظيمات جديدة، تفتح مجالاً لمساعدة كل فرد من أفراد الأسرة للحصول على حقوقه، ورفع الظلم عنه حال وقع، أو إقناعه عبر (قنوات معينة) بما له وما عليه، لعل هذا أن يساهم في التقليل من هذه الجرائم, لأن الجريمة تقع عادة في حال أغلقت جميع الأبواب في وجه (الفرد)، ليسلك الطريق الخاطئ وتقع الفأس في الرأس؟!. نحن لسنا مجتمعاً (ملائكياً)، قد يخطئ الأب أو الأم في تقديراتهما، وهذا بكل تأكيد ليس مبرراً لارتكاب جريمة بحقهما، والله قد قرن عبادته بالإحسان إليهما، ولكن مواجهة أسباب كل جريمة بشجاعة، هو الطريق الأفضل للعلاج، بعيداً عن الأمراض النفسية والمخدرات التي هي أم المصائب، حمانا الله وإياكم منها؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.