بقلم : د. طلال بن سليمان الحربي النهضة العلمية التي التزم بها خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله ورعاه، أمام الله وأمام نفسه وشعبه لهي الاستثمار الحقيقي الذي أكد، حفظه الله، أنه أكثر فائدة لمسيرة وطننا الحبيب نحو العلا، رفع المستوى التعليمي وزيادة رقعته الجغرافية أو النوعية أو الكمية أمر أصبح من بديهيات الدولة السعودية المدنية الحديثة، وهي مسيرة انطلقت والحمد لله ولأنها مسيرة فلا بد بين الفترة والأخرى أن يتم العمل على مراجعتها واجراء ما يلزم من تعديل أو تصحيح، الزمن يتغير والظروف تتبدل وكلما مر علينا عام ازداد وعي المجتمع لدينا أكثر وأكثر، وبالتالي استلزم علينا إيجاد آليات وطرق جديدة تواكب الحدث وتعمل على تطبيق رؤى وحلم خادم الحرمين في امتياز نوعية المواطن السعودي على مستوى العالم كله. ما يحدث على ساحة الابتعاث حاليا أن هناك ميزانا بين الداخلي والخارجي، لكن فعليًا الكفة تميل بكل المقاييس إلى الابتعاث الخارجي سواء من حيث العدد أو من حيث التكاليف، ولا يوجد أي اعتراض على ذلك بل نتمنى المزيد منها ازديادا، لكن المشكلة الحقيقية التي ظهرت مؤخرًا وتحتاج إلى تعديل وتصويب هو ملف الابتعاث الداخلي، لان لا العدد ولا التكلفة تتواءم مع مستوى الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين للموضوع ولا تتواءم مع الوضع الحقيقي للابتعاث، 200 ألف مبتعث خارجي براتب شهري يصل إلى 7 آلاف ريال، مقابل 60 ألف مبتعث داخلي بتكلفة الرسوم الجامعية فقط، نحن نعلم ان هناك من الشباب السعودي من لا يرغبون بالابتعاث الخارجي لأسباب خاصة تمنعهم من ذلك. الأساس في الأمر أن التعليم مجاني، وذلك ما أقرته الدولة، وأعلم أن المجانية في بعض الأمور قد تضيع الفوارق والمنافسة بين الشباب السعودي لأن الكل سيحصل على نفس الأمر، وهذا ما يحدث في الابتعاث الداخلي إلا أنه مظلوم مقارنة بالخارجي، حيث من المفترض أن لا يكون هناك طلبة سعوديون لا يجدون مقاعد دراسية أو يدفعون رسوما جامعية سواء في الجامعات الحكومية أو الخاصة، اما ان يدفع هذا ولا يدفع ذلك فهنا خرجنا عن المنهاج الحقيقي لروح التقدم العلمي السعودي. الأمر سهل ولا يحتاج الى تعقيد ليكن التعليم المجاني متاحا لكل ابناء الوطن سواء داخليا أو خارجيا، مجرد نجاحك وتحصيلك للحد الأدنى من المعدل الذي يؤهلك للدراسة فأنت حصلت فعليا على منحة دراسية، ولكي نميز بين الأفصل ونكافئهم فان من يحصل على معدل يزيد على 80% فإنه يستحق فورًا صرف راتب له أن تم ابتعاثه داخليًا بقيمة 1000 ريال، وهنا نكون حققنا المراد والغاية بأن يكون التعليم مجانيا ومتاحا للجميع، وبنفس الوقت من لديه ظروف تمنعه من الابتعاث الخارجي ورغب بالدراسة، فالابتعاث الداخلي يرحب به، ولكي نكافئ الأفضل ونخلق روح التحدي نميز من يحصل على معدل أعلى براتب شهري معقول في الابتعاث الداخلي، مع المحافظة على روح الابتعاث الخارجي وتحفيز شبابنا عليها طبعا مع تحفظ بسيط لي على بعض التخصصات، التي تكون في الابتعاث الخارجي والتي لا وجود لأي سبب أو احتياج لدراستها خارج المملكة، كاللغة العربية والتاريخ ومثلهما. نقلا عن المدينه