«كنت أشعر في الجامعة أنني مثل المطاط يشدني بعض المحاضرين من جهة و يشدنى الآخر من جهة وكله لأنني ولدت أميراً!!». طرف يشد «عبدالله» بقسوة أمام الطلاب حتى يبرهن للطلاب أنه لا يخشاه, والطرف الآخر يجامله لأنه الأمير؟؟. هذا الشاب في القصة هو: عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب, كثير من تفاصيل حياته قرأتها في كتابه الرائع «ألف ميل في خطوة واحدة» . بعد 30 سنة تعود عقارب الساعة ويشعر «عبدالله» من جديد أنه كـ «المطاط» ؟؟!!. الوسط الرياضي اليوم أنقسم إلى جبهتين, طرف يشد «عبدالله» بقسوة ليبرهن أنهم لا يخشونه و لا يؤمنون بنجاحه بل يتهمونه بميوله, والطرف الآخر يجامله بسبب تشجيع فريقهم أو لأنه أمير!!. ليس هنا شك أن بين الجبهتين كثير من «العقلاء» الذين يعرفون من هو: عبدالله بن مساعد!!. إذا أردت أن تعرف من هو؟؟ لا تنظر إليه بنظارة زرقاء أنه هلالي, ولا بتعصب رياضي يعميك لاختلاف ميوله عنك!!. لا يهمني من يجلس على هرم الرياضة بقدر ما يهمني كيف يفكر لا أخفيك أشعر بالحزن في كل مرة عندما أشاهد الرئاسة العامة لرعاية الشباب تمد يدها لجهات أخرى من أجل دعمها مادياً؟!!. أن تضع الرئاسة يدها على خدها وتنتظر عطف وزارة المالية عليها لتمنحها الإعانة السنوية, أمر محزن أيضاً؟!!. هذه «الرئاسة» في يدها «ثروة» لا تقدر بثمن , ثروة أسمها : الرياضة.. الرياضة.. الرياضة. اليوم في العالم إمبراطورية جديدة تتحكم بمفاصل الاقتصاد الرياضي ثروثها أكبر من ثروة دول, «الفيفا» الاتحاد الدولي لكرة القدم ميزانيته حالياً تقدر بـ 5 مليارات دولار!!. مفهوم «الرياضة» تغير كثيراً في العالم لم تعد مجرد لعبة أو كرة تتدحرج وتركل, الرياضة اليوم «ثروة» هي صناعة تتحكم بمفاصل القرار بالعالم اقتصادياً. كثير من الأفكار الاستثمارية و تجارب النجاح الرياضية اقتصادياً يمكن تطبيقها في رياضتنا السعودية, البعض ذكرتها في مقالات سابقة و سوف أحرص في المقالات القادمة تسليط الضوء عليها. لا يبقى إلا أن أقول: عراب الاستثمار الرياضي في السعودية عبدالله بن مساعد يجلس اليوم بنفسه على كرسي الرئاسة, فهل يستطيع أن ينعشها مادياً؟؟. في ظل البيروقراطية بالجهات المعنية هل يستطيع رأس الهرم في رياضتنا أن يحقق عنوان كتابه: ألف ميل في خطوة واحدة؟!!. ** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.