×
محافظة حائل

بر عقلة الصقور تودع المبالغ المخصصة للأيتام

صورة الخبر

رحم الله الفلسطينيين وكشف عنهم ما هم فيه من ضر وبلاء، فنكباتهم ومآسيهم ما عادت تشغل أحدا من إخوانهم العرب بعد أن صار لكل منهم نكبته الخاصة به وماساته التي تستحوذ على جل اهتمامه وطاقاته فما يبقى لديه فائض للتألم لنكبة غيرها. حرب الإبادة التي تقوم بها اسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، ما عادت مستهجنة أمام ما يحدث من إبادات متواصلة في سوريا والعراق وليبيا واليمن، وما يتهدد العالم العربي من شرور وحرائق تمد ألسنتها تشويه من كل باب. أمام كل تلك الجرائم بدت الجرائم الاسرائيلية جزءا صغيرا ضمن المحرقة الكبرى التي تلتهم العالم العربي قطرا بعد قطر. اسرائيل بهجومها الشرس على غزة برهنت أنها لا تقيم وزنا للمعاني الانسانية ولا تخجل من كونها تخوض حربا ضد الأطفال والمستضعفين من الرجال والنساء الذين لا يملكون عدة ولا عتادا، فهي لا تقصف مواقع عسكرية ولا تقصف مخازن أسلحة ولا تقاتل جنودا مسلحين، وانما هي تقتل أطفالا في مدارسهم ومرضى في مستشفياتهم وشيوخا يتعبدون في مساجدهم، وهي تعرف ذلك لكنها لا تخجل من فعلها، فالحقد بلغ بها حد الرغبة في القضاء على جميع الأرواح، مقاتلة وغير مقاتلة، لذا هي تشن حرب إبادة. يتداول الناس فيديو للنائب البرلماني الاسرائيلي من أصل عربي، وهو يتحدث في البرلمان مهاجما الحكومة الاسرائيلية التي تقتل الأطفال والنساء في تجاوز كبير لكل المعايير الانسانية في العالم، ورغم أنه أثناء حديثه تعرض للمقاطعة عدة مرات من احدى عضوات البرلمان إلا أنه استمر في خطابه المنتقد للوحشية الاسرائيلية في قتل الأطفال في غزة. لكن هذا الفيديو، وإن كان يفضح جرائم اسرائيل ضد الانسانية، الا أنه من جانب آخر يلبسها قناعا جميلا يظهرها بمظهر الدولة الحديثة التي تتيح لأبنائها حرية التعبير عن الرأي وتمكنهم من معارضتها وانتقادها بلا خوف من اعتقال أو إيذاء. اسرائيل توظف بث كلام هذا النائب البرلماني الاسرائيلي لتظهر للناس وجها زاهيا بادعائها تبني نظام ديموقراطي يتيح لأبناء شعبها حرية التعبير وانتقاد الحكومة بلا خوف ولا قمع، ولولا ذاك ما استطاع ذلك النائب أن يقف على المنصة ويوجه انتقادات حارقة للحكومة الاسرائيلية ويندد باعتداءاتها الباغية على غزة، مما لا يمكن حدوث مثله في بلد غيرها في منطقة الشرق الأوسط. وسواء كانت اسرائيل في واقع الحياة الفعلي تطبق الديموقراطية بمعناها الحق أو لا تطبق، هي بمثل هذا الفيديو توثق ادعاءاتها بأنها الدولة الوحيدة الديموقراطية في الشرق الأوسط. فيتذكر الناس تحضرها، وينسون جرائمها ووحشيتها.