بدأت الشركة السعودية للكهرباء في السنوات الأخيرة العمل على عدد من الدراسات التقنية الحديثة ضمن خططها للاستفادة من الطاقة المتجددة، والتي أطلقت من خلالها عمليات البحث في إعداد خريطة شاملة للمواقع التي يمكن إنتاج الطاقة الشمسية بها في كافة مناطق المملكة، وذلك بهدف تقليل الاعتماد المستقبلي على الوقودوالمساهمة في الحد من التلوث البيئي، وهو ما يتواكب مع رؤية المملكة 2030 وجهود الدولة في إعادة هيكلة وتنويع الاقتصاد الوطني، خاصة وأن الشركة تسعى للمنافسة على مؤشرات الأداء العالمي، بعد أن أصبحت الشركة الأكبر في مجال الطاقة الكهربائية بمنطقة الشرق الأوسط. وأوضح المهندس زياد بن محمد الشيحة الرئيس التنفيذي للشركة أن هذا التوجه بدأ عندما دخلت الشركة في مجال الطاقة المتجددة بتنفيذ مشروع فرسان بقدرة 500 كيلو وات ليكون باكورة مشروعاتها ويعمل الآن بكفاءة تامة، ومن ثم توالت الدراسات والتقييم الفني والاقتصادي للاستفادة بما تتمتع به المملكة من موارد للطاقة المتجددة واعدة واقتصادية وعليه فقد اعتمد مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء مبادرات الشركة السعودية للطاقة المتجددة لبناء محطات مختلفة القدرات تعمل بالطاقة الشمسية وطاقه الرياح يبلغ إجمالي قدراتها 300 ميجاوات، وتُنَفذ خلال السنوات القادمة بهدف مواكبة الطلب المتنامي على الطاقة الكهربائية بالمملكة خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن هذه المحطات توفر ما يعادل 25.5 مليون برميل وقود على مدى عمرها الإنتاجي المقدر ب 25 عام ، ومنذ الإعلان عن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تعمل الشركة السعودية للكهرباء عن قرب مع الجهات المعنية بوزارة الطاقة والثروة المعدنية لتطوير خططها ومبادرتها لتنفيذ مشاريع للطاقة المتجددة بقدرة 9.5 جيجا وات. وكانت الشركة قد أعلنت مؤخراً عن إنشاء وتطوير مشروعين للطاقة الشمسية في مدينتي الجوفورفحاء، وذلك بهدف إنشاء محطتين تعملان بتقنيةالطاقة الشمسية الضوئية (PV) يعملان بشكل كامل بالطاقة الشمسية بقدرة 50 ميجاوات لكل منهما، كمحطات توليد مستقلة (IPP) لإنتاج الطاقة الكهربائية. وللاستفادة من موارد المملكة من طاقة الرياح بيّن الرئيس التنفيذي أن الشركة تعمل على تنفيذ مشروع بمنطقه حريملاء لإنتاج 2750 كيلو واتمن طاقة الرياح، وأيضاً تقوم الشركة بإعدادالدراسات اللازمة لتنفيذ مشاريع لطاقة الرياح بمنطقه أملج على الساحل الغربي للمملكة تصل قدراتها إلى 50 ميجاوات، كما تم توقيع عقدين منفصلين يعتبران من أكبر محطات التوليد في العالم للطاقة الكهربائية المدمجة مع الطاقة الشمسية الحرارية (ISCC)، حيث تم توقيع المشروع الأول لإنشاء محطة ضباء الخضراء، والتي تعمل بنظام الدورة المركبة من خلال وحدتي توليد غازية ووحدة توليد بخارية، لإنتاج 605 ميجاوات من الكهرباء، مشتملة على قدرة كهربائية ناتجة من وحدات التوليد بالطاقة الشمسية تصل إلى 43 ميجاوات، وتم توقيع العقد الآخر لإنشاء محطة توليد وعد الشمال والتي ستساهم في إنتاج 50 ميجاوات من الطاقة الشمسية المدمجة من إجمالي قدرات التوليد بالمحطة التي تصل إلى(1390) ميجاوات وقت الذروة مشتملة على أربع وحدات توليد غازية ووحدة توليد بخارية. وأضاف زياد الشيحة أنه يتم حالياً تنفيذ مشروع محطة الطاقة الشمسية في مدينة الأفلاج بقدرة إجمالية تصل إلى 50 ميجاوات، وهو من أوائل المشاريع الخاصة بالطاقة المتجددة التي بدأتها الشركة بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيزللعلوم والتقنية، بعد أن نجحتا في تنفيذ مشروع تركيب خلايا كهروضوئية تعتمد على الطاقة الشمسية في توليد الطاقة لمدرستين بالرياض. وأكد الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء أن الجهود لم تتوقف على إنشاء مشاريع إنتاج الطاقة المتجددة في مواقع مختلفة بالمملكة، بل تعدى ذلك إلى العمل على بناء كفاءات وطنية متخصصة في هذا المجال، يمكنها أن تشغل وتدير تلك المشاريع مستقبلاً، بل وتساهم في اختيار أفضل التقنيات الخاصة بمشاريع إنتاج الطاقة الشمسية خلال عملية إنشاء تلك المشاريع، حيث أرسلت فريق من المهندسين والفنيين السعوديين من الشركة لإجراء تدريبات فنية وتقنية حديثة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا استعداداً لتشغيل وإدارة محطات الطاقة الشمسية بالمملكة والتي ستكون أولها محطة ضباء الخضراء للطاقة الشمسية في منطقة تبوك، وذلك بهدف نقل الخبرة للمختصين من منسوبي الشركة واكتسابهم مهارات تشغيل وصيانة هذه المنشآت وقياس أدائها.