×
محافظة المنطقة الشرقية

65 % من الموظفين السعوديين يفضلون شبكة الواي فاي

صورة الخبر

لا أعتقد أنه توجد امرأة أو فتاة تتزوج وتريد أن يكون مصيرها الطلاق. هذا في الحالات الطبيعية، ولا أتحدث عن الحالات الأخرى، ولكن تتوالى الأحداث بين الرجل والمرأة، والبيوت أسرار، لا يعلم ما بداخلها إلا الله وحده، وشاء الله وتم الطلاق. هنا أتحدث في حالة أن الرجل هو من أنهى الحياة الزوجية وهو صاحب القرار، فبقرار منه أعلن انتهاء هذه الحياة بينهما. المرأة هنا قد أمضت سنوات من عمرها وهي تعاني الويلات مع هذا الرجل المتجبر، ولكن صبرت مراعاة لأولادها، ومن ثم كلام الناس. فكانت طيلة فترة حياتهما الزوجية تخفي جراحها وتضمدها ولا تشعر أحدا بها، ولكن هو لم يراع هذا، ولم يعمل حسابا لا للأولاد، ولا لعشرة السنين، وتنكر وأنهى رباط الزوجية ببساطة ودون تعقل. فمضت المرأة وشأنها تتجرع الألم والحسرة على فراق أولادها، وعلى سنوات عمرها التي ضاعت منها سدى، علاوة على جَلد الناس لها بألسنتهم التي لا ترحم، فحاولت أن تطوي هذه الصفحة من حياتها الزوجية التعيسة، وتنظر للأمام، خاصة إن كانت موظفة فجعلت من عملها مصدر رزق لها. تمضي به معظم وقتها لتشغل نفسها وتتناسى الماضي الأليم، ولكن هذا الرجل لم يدعها بحالها، بل ظل يلاحقها ويتابعها بكل مكان، فيحاول تشويه صورتها أمام أولادها وعملها والمجتمع، لحقد في نفسه لعدم رجوعها إليه. كل هذا لعدم وجود رادع ورقيب عليه، وعندما تلجأ المرأة إلى مراكز الشرطة لعلهم يمنعوه عنها ويوقفوه عند حده ويردعوه بسلطة القانون، الذي يكفل حرية الشخص وعدم إزعاجه وملاحقته وأذاه، تجد أن مركز الشرطة يأمرها بكتابة صحيفة دعوى وتقديمها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، وأحيانا إذا تعاطفوا معها أعطوها ورقة استدعاء تذهب بها إلى العمدة لتحضره.. ما هذا؟ أليس مركز الشرطة هو المناط باستدعاء هذا الرجل، ويأخذون عليه إقرارا بعدم ملاحقتها؛ لأنه أمسى رجلا غريبا عنها، أو يقومون بعمل محضر بالقضية ويحولوه للادعاء. من أمن العقوبة أساء الأدب، هذا الرجل يعلم جيدا مدى التعقيدات الروتينية، فاستغل ضعف المرأة، وأنه سوف يتماطل حتى بحضوره عند استدعائه ولو حضر أنكر ادعاءها. الظلم ظلمات يوم القيامة، أرجو من المسؤولين عن ذاك، تصحيح هذه الأوضاع الجائرة على المرأة، فالمرأة نصف المجتمع، والرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوصانا بها خيرا، ننتظر تجاوب المسؤولين لتصحيح هذه الأوضاع ودمتم بخير.