شهر كامل ومئات الملايين حول العالم يتابعون حدثا واحدا، تغيرت الجداول، وتعدلت المواعيد، وصرفت المليارات، فرح أقوام وحزن آخرون. كان هو الحدث الأهم على شاشات الكون بأسره، رغم ما تضج به الدنيا من أحداث وويلات ومآس، من أحزان ودموع ودماء تجري بلا ثمن في غالب الأحيان، إذ حُرم الكثير من البسطاء من حلوى الابتسامة، ورفاهية الفرح، فما هو هذا السحر الذي تملكه هذه الكرة المستديرة التي أنصفت الألمان، وأحزنت عشاق "أبي مهداف الأرجنتيني" حول العالم؟، ولمن انشغل بكأس العالم عن متابعة أخبار "داعش" أقول إن "أبا مهداف الأرجنتيني" هو لاعب برشلونة الكبير "ليونيل ميسّي"، الحاصل على لقب أفضل لاعب في كأس العالم الأخيرة، والذي أضاع فرصته الليلة البارحة ليكون أهم من لعب كرة القدم بين أبناء جيله، وأحد أهم ثلاثة لعبوها في كل العصور إلى جانب مواطنه الفذ "مارادونا" والجوهرة السوداء "بيليه"، وكي يصل أي إنسان إلى هذه المرتبة في كرة القدم، يجب أن تحتوي خزانته على كأس العالم، أما قصّة "أبي مهداف الأرجنتيني" فهو اللقب الذي زعم البعض أن "داعش" منحته لميسّي ـ على طريقتهم في الألقاب والكنى ـ بعد فوز الأرجنتين على إيران، وولّته إمارة الأرجنتين!. تابع العالم "ميسي" بعد المباراة وهو يتجرع أحزانه على العشب الأخضر، بكى الكثيرون معه، أجهشت حسناوات "المركانا"، وانتهى كأس العالم، وعادت الأخبار إلى روتينها القديم، مقتل طفل في غزة، سيارة مفخخة في بغداد، براميل حارقة في سورية. لا جديد...لا جديد... بعد أن تابع العالم أحزان "أبي مهداف الأرجنتيني".