أبرزت صحيفة الإنديبندنت في عددها أمس الانتقاد اللاذع الذي وجهه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للمبدأ الخطير الذي اتخذه بعض القادة خلال قمة العشرين التي عقدت في مدينة سان بطرسبرج يومي الخميس والجمعة بأن أي عمل عسكري في سوريا يجب أن يحظى بدعم من مجلس الأمن وأوضح بهذا الصدد أنه إذا كرسنا المبدأ بأنه لا يمكن القيام بضربة عسكرية لردع هذا النوع من الانتهاكات على نحو ما حدث يوم 21 أغسطس في الغوطة عندما استخدم الرئيس السوري بشار الأسد السلاح الكيماوي ضد الأهالي إلا بموافقة من مجلس الأمن الدولي، فإنما نضع سياستنا الخارجية وقيمنا الأخلاقية تحت رحمة الفيتو الروسي، وهو نهج مضلل للغاية على حد وصفه، وأشارت الصحيفة إلى أن النتيجة الوحيدة التي توصلت إليها القمة والتي لم تخرج بأي اتفاق حول الأزمة السورية، هي انقسام الأعضاء إزاء (الضربة) إلى مؤيدين، وهم إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا: تركيا والسعودية وفرنسا وكندا وأستراليا واليابان وإسبانيا وكوريا الجنوبية التي أيدت جميعها الجهود الأمريكية، وذلك في مقابل الهند والصين وإندونيسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا، إلى جانب روسيا التي قادت تلك الدول المعارضة للضربة، وذكرت الصحيفة في موضع آخر إنها لم تفاجأ بفشل القمة في الخروج بأي اتفاق، أو تحقيقها لأي تقارب في المواقف إزاء الأزمة السورية بين الولايات المتحدة وروسيا، واستطردت بأنه ربما أن الأهمية الوحيدة للقمة أنها كشفت عن التوازن في القوى بين الشرق والغرب.