ريو دي جانيرو-(أ ف ب) أسدل الستار على مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم بتتويج ألمانيا على حساب الأرجنتين 1-0 بعد التمديد يوم الأحد الماضي في ريو دي جانيرو. لكن كيف كان مسار المدربين الـ32 في النهائيات؟ نالوا الإشادات يواكيم لوف (ألمانيا) عوض “يوغي” خسارة نهائي كأس أوروبا 2008 باللقب الأعظم وهو المونديال البرازيلي. تابع ابن الرابعة والخمسين باستراتيجيته الخلوقة وتطبيق الكرة المثيرة بجيل لا ينقطع من اللاعبين الموهوبين. لايعبر كثيرا وهادىء على خط الملعب، فحصل على احترام لاعبيه خلال ثماني سنوات على رأس “ناسيونال مانشافت”. يقول القائد فيليب لام: “الجميع يتغير في غضون عشر سنوات، تكسب الخبرة، تربح وتخسر، لكن ما لديه هو الحفاظ على فلسفة واضحة”. الكولومبي خورخي لويس بينتو (كوستاريكا) كان بين أفضل المدربين في النهائيات بعدما قاد كوستاريكا لأول مرة في تاريخها إلى ربع النهائي، حيث خسرت أمام هولندا بركلات الترجيح. قال ابن الحادية والستين: “خلال المونديال الحالي قمنا بأمور جميلة. كثيرون لم يؤمنوا بنا لكنهم اكتشفوا أنه بمقدرونا القيام بأمور جيدة”. ديدييه ديشان (فرنسا) حصل على إشادة لقيادته فرنسا إلى ربع النهائي، لكن ألمانيا فضحت حدوده. أدخل روحية جديدة بعد عصيان جنوب إفريقيا فدخل المنتخب الأزرق مجددا إلى قلوب الجماهير. سينتظر الفرنسيون الكثير من ابن الخامسة والأربعين بعد سنتين في كأس أوروبا 2016، على أمل التتويج مجددا على أرضه على غرار نسخة 1984. مارك فيلموتس (بلجيكا) قام “خنزير الحرب” بما يكفي لقيادة “الشياطين الحمر” إلى ربع النهائي بعد دور أول رائع حققوا خلاله ثلاثة انتصارات. سيكون فريقه من أقوى المرشحين لخطف كأس أوروبا 2016 بحال تأهله إذ يضم تشكيلة واعدة. قام بتبديلات رائعة أثمرت أهدافا لمنتخب توثق عند الحاجز الأرجنتيني. قال ابن الخامسة والأربعين: “أعتقد أننا كنا الأصغر في ربع النهائي وهناك مستقبل كبير أمامنا”. ميجل هيريرا (المكسيك) حسن سمعة المكسيك بعد مشوارها الكارثي في التصفيات وتأهلها بشق الأنفس. نجح هيريرا (46 عاما) بإيصال منتخب بلاده إلى الدور الثاني حيث سقط بصعوبة أمام هولندا في اللحظات القاتلة، لكن عليه أن يحسن سلوكه وخطابه تجاه الحكام. بعد توديع النهائيات قال: “من أصل أربع مباريات كان ثلاثة حكام أمامنا بحال سيئة”. الأرجنتيني خورخي سامباولي (تشيلي) دورة جيدة له ولمنتخب تشيلي، لكن الأخيرة التي أجبرت البرازيل على خوض ركلات ترجيحية، افتقدت للمسة قاتلة أمام المرمى. لابن الرابعة والخمسين مهمة دقيقة العام المقبل عندما تستضيف تشيلي نهائيات كوبا أمريكا التي لم تحرز لقبها وتأهلت آخر مرة إلى المباراة النهائية فيها عام 1987. الأرجنتيني خوسيه بيكرمان (كولومبيا) عاد الأرجنتيني بذكريات أجمل بكثير هذه المرة مقارنة مع 2006 إذ قاد “كافيتيروس” لأول مرة في تاريخه إلى ربع النهائي. يدين له الكولومبيون بطريقة اللعب الهجومية والتي سجل على إثرها خاميس رودريغيز 6 أهداف جميلة. ينتهي عقد سائق التاكسي السابق (64 عاما) في أغسطس المقبل لكنه لم يكشف عن نواياه برغم رغبة رئيس البلاد خوان مانويل سانتوس ببقائه في موقعه لأنه أدار المنتخب “بأناقة واحترافية”. اوسكار تاباريز (الأورجواي) لم ينجح المدرس السابق البالغ 67 عاما بتكرار نتيجة عام 2010 عندما بلغ نصف النهائي برغم فوزه على انجلترا وإيطاليا، فبعد عضة المهاجم لويس سواريز التي أطاحت به في الدور الثاني ودع أمام كولومبيا. يتوقع أن يقود الأورجواي مرة جديدة في كوبا أمريكا العام المقبل: “فزنا على منتخبات صعبة وخالفنا التوقعات حول سقوطنا الدائم أمام دول أوروبية”. الألماني يورجن كلينسمان (الولايات المتحدة) استنزف منتخب بلجيكا حتى الدقائق الأخيرة، ونجح الألماني الساحر ببناء نواة منتخب لمونديال 2018. يرى كلينسمان (49 عاما) إنه بحاجة لخطوات إضافية كي يصبح لاعبوه جديين أكثر: “أعتقد أن هناك احتراماً كبيراً للخصم عندما نصل إلى الحدث العالمي. لماذا لا نواجههم من الند إلى الند؟ لا أعرف كم سنة يتطلب الأمر للتغيير لكنه عائق يجب أن نتخطاه”. خرجوا بإرادتهم الألماني اوتمار هيتسفلد (سويسرا) أنهى الجنرال مسيرته الرائعة بطريقة لائقة عندما قاد سويسرا إلى الدور الثاني، وكانوا على بعد دقيقتين من خوض ركلات ترجيحية أمام الأرجنتين لولا هدف انخل دي ماريا. وقف هيستفلد (65 عاما) في المباراة برغم وفاة شقيقه قبل ساعات: “وظيفة المدرب صعبة. أنا فخور بمسيرتي. لقد كان العمل رائعا مع سويسرا لذا أقول وداعا بتأثر عاطفي كبير”. البرتغالي فرناندو سانتوس (اليونان) طلب البرتغالي عدم تجديد عقده قبل النهائيات، ونظرا لنوعية لعب اليونان قد لا يطالبه كثيرون بالبقاء. بعد الرضوخ أمام كوستاريكا بركلات الترجيح، لم يعد ابن التاسعة والخمسين إلى أثينا برحلة وداعية بل اتجه إلى البرتغال. اليخاندرو سابيلا (الأرجنيتن) حقق إنجازا رائعا بقيادته الأرجنتين إلى النهائي لأول مرة منذ 24 عاما بعد سنتين على رأس منتخب التانغو حيث فشل مدربون كثيرون من بينهم الأسطورة دييجو مارادونا. بحسب وكيل أعماله، لن يبقى ابن الحادية والستين مع الأرجنيتن بعد النهائيات، وقد يكون إعلان رحيله قبل 48 ساعة على المباراة النهائية أمام ألمانيا في غير محله. لويس فان جال (هولندا) سيأتي إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي بسمعة رائعة نتيجة أساليبه التي عقدت مهام باقي المنتخبات من تبديلات وتغييرات في الخطط. لن ينسى الجمهور تبديل فان غال (62 عاما) الحارس الأساسي ياسبر سيليسن بالبديل تيم كرول قبل ركلات الترجيح أمام كوستاريكا حيث صد ركلتين. البرتغالي كارلوس كيروش (إيران) قدم عمله بصدق برغم متاعب متتالية أعلن عنها مرارا وتكرارا. كشف كيروش (61 عاما) أنه سيترك إيران بعد خروجها ويتجه لتدريب منتخب إفريقي، وبما أنه ولد في موزمبيق يأمل أن ينال هناك ترحيبا أكثر من الذي لقيه من الإيرانيين. البوسني وحيد خليلودزيتش (الجزائر) ترك البوسني-الفرنسي الملتهب منتخب الجزائر بعد أن قاده إلى أفضل إنجاز في تاريخه فودع الدور الثاني بصعوبة بالغة أمام ألمانيا. شعر وحيد (61 عاما) بضرورة الرحيل في ظل العلاقة السيئة مع الإعلام المحلي: “أترك وأنا فخور بسجلي بعد انتهاء عقدي مع الاتحاد الجزائري. التزاماتي العائلية وجاذبية التحديات الرياضية الجديدة أثرت كثيرا على قراري”. في طريقه للتعاقد مع طرابزون سبور التركي. ستيفن كيشي (نيجيريا) كرة القدم النيجيرية في مهب الريح ولا علاقة لذلك بالمدرب. قاد البلاد إلى الدور الثاني بعد إحراز لقب كأس أمم إفريقيا العام الماضي. عبر كيشي (52 عاما) عن صدمته لدى صدور خبر رحيله لكنها ستكون مسألة وقت، ويبدو أن وجهته المقبلة ستكون جنوب إفريقيا: “الاستقالات لاتحصل على صفحات الجرائد بل بشكل رسمي”. سقطوا بقوة تشيزاري برانديلي (إيطاليا) أدرك برانديلي (56 عاما) أن الخروج من الدور الأول ليس مرضيا فتقدم باستقالته سريعا. لعب غياب الدعم المحلي دورا في قراره: “نحن المنتخب الوطني الوحيد الذي ودع من دون دعم أبناء بلده، الذين عولوا علينا على حمل آمال إيطاليا. قبل عرضا من غلطة سراي التركي لقيادته في الموسم المقبل. الكولومبي لويس سواريز (هندوراس) هو ليس “العضاض” الأورجوياني، بل المدرب الذي استقال بعد تذيل هندوراس مجموعتها من دون أي فوز. قال ابن الرابعة والخمسين: “البلد بأكمله خاب أمله وأنا حزين لفشلنا في بلوغ الدور الثاني. كان هذا حلمنا ولقد حان وقت التغيير”. الفرنسي صبري لموشي (ساحل العاج) خط رفيع بين النجاح والفشل وبين التأهل إلى الدور الثاني والخروج من الأول، والأخير كان نصيب ابن الثانية والأربعين. ركلة جزاء قاتلة أمام اليونان أبعدت المدرب الجديد عن الدور الثاني، فتقدم باستقالته سريعا: “مسيرتي تستمر وستحصل خسارات جديدة، لكن كنت أفضل أن تنتهي بطريقة مختلفة”. الإيطالي البرتو زاكيروني (اليابان) لم يكن خروج اليابان متوقعا من الدور الأول. افتقد محاربو الساموراي للمسة القاتلة فتعرض تكتيك المدرب الإيطالي لانتقادات كثيرة. قال زاكيروني (61 عاما) الذي بقي شعبيا في اليابان: “لم أفقد شغفي للعبة، لكن الاعتزال قد يكون محتملا”. هونج ميونج-بو (كوريا الجنوبية) أصبح الثالث من المنتخبات الآسيوية الأربعة يتقدم باستقالته برغم طلب الاتحاد المحلي استمراره حتى كأس آسيا 2015 في أستراليا. لم يكن رأي الجمهور مماثلا عند استقبال المنتخب بعد خروجه من الدور الأول. قال المدافع الدولي السابق البالغ 45 عاما: “عندما ذهبنا إلى كأس العالم قلت إننا سنمنح الناس الأمل لكن انتهى الأمر بمنحهم الخيبة. أشعر حقا بالأسف حيال ذلك”. إرجاء برغم الخيبة روي هودجسون (إنجلترا) خروج إنجلترا من الدور الأول قد يثير حنق معظم الصحف، لكن هودجسون السلمي مع الصحافيين لم يلق المصير عينه. آمن ابن السادسة والستين بالجيل الصاعد وزرعه على أمل التألق في كأس أوروبا 2016. الإيطالي فابيو كابيلو (روسيا) مرة جديدة فشل المدرب السلطوي على الساحة العالمية، لكن الاتحاد الروسي مصر على بقائه وقيادة المنتخب في مونديال روسيا 2018. لكن الجمهور المحلي شن حملة كبيرة لرحيله وتجمهر أمام الاتحاد المحلي رغبة بالتغيير باولو بنتو (البرتغال) اثبت قسوته كمدرب على غرار أيامه كلاعب. يرفض ترك منصبه برغم حملة سلبية أخرجته من الدور الأول وتعرض لخسارة ساحقة أمام ألمانيا 0-4. يريد البقاء حتى كأس أوروبا 2016 حيث سيتخطى نجم المنتخب كريستيانو رونالدو الثلاثين من عمره. نيكو كوفاتش (كرواتيا) استطاع البقاء ليقود البلاد في تصفيات كأس أوروبا 2016 برغم الخروج المبكر من الدور الأول. رأى المولود في ألمانيا والبالغ 42 عاما أن منتخب بلاده لم يكن محظوظا خصوصا بتحكيم سييء أمام البرازيل افتتاحا حيث نال ركلة جزاء “سخية”. الألماني فولكر فينكه (الكاميرون) كان من أكثر المدربين المهمومين في المونديال ولسبب وجيه. لم يكن المنتخب يليق بلقب الأسود غير المروضة والمعركة الوحيدة التي قاموا بها كانت بين المدافع بنوا اسو ايكوتو وزميله بنجامين موكاندجو. قال الألماني (66 عاما) أن سلوكهما كان غير مقبول لكنه كشف عن بقائه حتى كأس أمم إفريقيا 2015. انجي بوستيكوجلو (أستراليا) لا يحافظ الكثير من المدربين على سمتعهم برغم الخسارة 3 مرات في الدور الأول. سقط أمام هولندا وتشيلي وإسبانيا وذلك قبل استضافة كأس آسيا العام المقبل على أرضه لأول مرة بعد الانضمام إلى كنف الاتحاد الآسيوي. صفوت سوزيتش (البوسنة والهرسك) برغم الانتقادات اللاذعة للخروج من الدور الأول، سيبقى ابن التاسعة والخمسين على رأس البوسنة لسنتين إضافيتين بعد تمديد عقده الأربعاء الماضي: “قلت إن ترك المنتخب سيكون مؤلما لي، وهذه اللحظة لم تأت بعد”. مقصلة الإقالة تدور حول رؤوسهم لويز فيليبي سكولاري (البرازيل) حافظ على كبريائه بعد الخروج المذل أمام ألمانيا 1-7 في نصف النهائي، ثم أمام هولندا صفر-3 في مباراة المركز الثالث برغم أن بلاده خسرت لأول مرة مباراتين على التوالي على أرضها منذ 1940. شن الجمهور والإعلام المحلي حملة عنيفة لإقالته. فيسنتي دل بوسكي (إسبانيا) ودع منتخب بلاده مبكرا بسبب الخسارة الثقيلة افتتاحا أمام هولندا 1-5. انتقد بسبب عدم “تنظيف” المنتخب قبل أشهر من النهائيات من بعض اللاعبين الذين قاربوا سن الاعتزال. الكولومبي رينالدو رويدا (الإكوادور) لايزال عقده قائما لكن رويدا (57 عاما) يأمل الحصول على فرصة أخرى بعد عرض مقبول، إذ خسر مرة وحيدة أمام سويسرا في الدقيقة الأخيرة برغم أنه فشل بالتأهل إلى الدور الثاني: “أعتقد إننا قمنا بعمل جيد”. نجح في تهدئة الخواطر والحفاظ على الرفيق بعد رحيل النجم كريستيان بينيتز العام الماضي. كويسي ابياه (غانا) نجوم 2010 ودعوا مبكرا وعاد كيفن برينس بواتنغ وسولي علي مونتاري قبل المباراة الأخيرة لأسباب سلوكية. يصر ابياه (54 عاما) أنه سيبقى برغم الخروج من الدور الأول.