تباينت آراء الخبراء والمحللين الاقتصاديين حول وضع السيناريوهات المحتملة لأسعار النفط خلال الأيام القليلة القادمة، تزامناً مع تهيؤ أهم القوى العسكرية العالمية لتوجيه ضربة عسكرية لسورية، مبينين أن الأسعار شهدت تراجعات مع تراجع وتيرة لهجة التهديد إزاء الضربة العسكرية خلال الأيام الماضية. وأكدوا أن الأسواق النفطية لازالت تعيش حالة من الترقب والانتظار لما ستسفر عنه مداولات الولايات المتحدة الأمريكية، وسعي الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحثيث للحصول على دعم وتأييد الضربة العسكرية المحتملة ضد سورية لصبغها بالشرعية. وتوقعوا ارتفاع أسعار النفط حال وقوع ضربة عسكرية بواقع 100% ليصل برميل النفط إلى 200 دولار، مشيرين في ذات الوقت إلى أن الأسواق النفطية ستشهد تغيرات ملحوظة خلال اليومين القادمين، وأن هذا الارتفاع الكبير المتوقع لأسعار النفط ليس في صالح الدول المنتجة؛ لأن هذه الأسعار ستنعكس سلباً على كافة أسعار المواد الأساسية المستوردة. ولفتوا إلى أن شركات التأمين العالمية بدأت في الكشف عن نيتها تغيير عقود التأمين الحالية على ناقلات النفط، بعقود أخرى حال قيام الحرب وبأسعار مغايرة وكذلك أسعار الشحن ستتضاعف بشكل كبير. وتوقعوا أن تشهد الفترة القادمة في الأسواق النفطية العالمية نشاطاً ملموساً للمستثمرين في عقود النفط الآجلة. يقول مدير مركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية والإدارية الدكتور علي بوخمسين إن الأسواق النفطية العالمية تشهد حالة من الترقب والانتظار؛ لما ستكشف عنه الأيام القادمة بخصوص الضربة العسكرية المتوقعة لسورية، وفي حال حدوث ذلك ستتأثر الأسواق النفطية بشكل كبير ، حيث انه من المتوقع أن يصل سعر البرميل إلى 200 دولار. وذكر بوخمسين أن شركات التأمين العالمية لناقلات النفط كشفت عن نيتها في تغيير العقود التأمينية الحالية حال قيام الحرب على سورية، واستبدالها بعقود أخرى ذات أسعار مغايرة، كما أن هذا الارتفاع سيطال عمليات الشحن. وأوضح أن عمليات المضاربة في أسواق النفط ستشهد نوعاً من النشاط في الفترة المقبلة، يرافقه ازدهار متوقع للاستثمار في عقود النفط الآجلة، وختم مدير مركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية والإدارية حديثه بالتأكيد على أن ارتفاع أسعار النفط بهذا الشكل الكبير ليس في صالح الدول المنتجة إطلاقاً؛ لما لذلك من آثار سلبية على كافة أسعار المواد الأساسية العالمية. من جهته بين المحلل الاقتصادي الدكتور فهد بن جمعة أن أسعار النفط شهدت تراجعات خلال الأيام المنصرمة الماضية، مع تراجع حدّة لهجة التهديد بالقيام بضربة عسكرية لسورية، والبدء في المشاورات والتداولات الأخيرة بشأن القيام بشن الحرب، إلا أن بوادر الموافقة على شن الهجمة العسكرية أدخلت الأسواق النفطية العالمية في دوامة المخاوف مرة أخرى حيث انه من المتوقع أن تشهد أسعار النفط ارتفاعاً حال وقوع الضربة العسكرية المحتملة بنسبة 30% . وأضاف ابن جمعة الأيام القليلة القادمة ستشهد ارتفاعاً واضحاً في وتيرة القلق بداخل الأسواق النفطية.