الاستصيون هي المحطة النهائية لخط سكة حديد قطار الحجاز والتي افتتحت عام 1908م/1326هـ وهي تبعد عن الحرم النبوي الشريف قرابة كيلو واحد وسميت بالاستصيون وهي كلمة تركية تعني المحطة وكان الهدف الاساسي من انشاء قطار الحجاز هو خدمة الحجاج والزوار وتسهيل نقلهم خلال فترة وجيزة لا تتجاوز الخمسة أيام. وشكل قطار الحجاز أهمية كبيرة إذ سهل اجتياز المسافة من دمشق إلى المدينة المنورة في خمسة أيام فقط بدلا من أربعين يوما، وكان الوقت الفعلي الذي كان يستغرقه القطار هو 72 ساعة فقط، أما بقية الأيام الخمسة فكانت تهدر في وقوف القطار في المحطات وتغيير القاطرات. كما أسهم إنشاء المحطة في تطوير حركة العمران التي صاحبت إنشاءها في إضاءة المدينة المنورة بالكهرباء لأول مرة، حيث ابتدأت إنارة الحرم النبوي الشريف يوم افتتاح سكة الحديد، وربط شبكة الهاتف والتلغراف الموجودة مسبقا بالمحطات الكبيرة بين المدينة ودمشق مثل العلا ومدائن صالح وتبوك ومعان وعمان ودرعا ودمشق. وعمل القطار لمدة تسع سنوات من عام 1326 إلا أنه توقف عن العمل بعد أن تم قطع السكة إثر التفجيرات التي حصلت للسكة الحديدية في عام 1334 جنوب دمشق إبان الثورة العربية في الحرب العالمية الأولى. وتحولت محطة القطار إلى متحف في رجب عام 1419هـ حيث افتتح المتحف الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله. ويحتوي المتحف على أوان فخارية وأدوات القهوة ومجموعة من العملات الورقية القديمة ومجموعة من صور المدينة المنورة القديمة.