تزامن شهر رمضان المبارك مع بطولة كأس العالم، خلق (جبهة) وهمية ومختلقة، حاصر فيها بعض المحتسبين والمجتهدين الشباب الذين يتابعون كأس العالم في هذا التوقيت، بالنصائح المباشرة وغير المباشرة، وبالصور التي تحمل نقداً لاذعاً لا يخلو من التجريح لمن يشاهد كأس العالم في رمضان!! والأخبار التي تقول بتكسير بعض المحتسبين الشاشات التي تعرض فيها مباريات البطولة، وما أحدث هذه الثورة الغير مباركة وكل هذا اللغط والتقريع الغير مبرر للشباب، هو الخشية على هؤلاء الشباب من التفريط في عباداتهم في هذا الشهر، خصوصاً أن بعض المباريات تتزامن مع صلاة التراويح، وهذا هدف نبيل دون أدنى شك، لكن هل الطريقة مناسبة؟؟ وهل جذب الشباب يتم بالتقريع والفوقية والسخرية والانتقاص منهم وعلى تسلية مباحة؟؟ فهذه رسالة مصورة انتشرت بشكل كبير، تقول (فرق بين من رأسه في السماء وآخر رأسه بين أرجل اللاعبين) ثم لماذا نصر دائماً على فرض وصايتنا على عقول الشباب ونختار لهم طريقهم والمسار الأسلم للفلاح من وجهة نظرنا وقناعتنا نحن، وليس من رؤى وروح الدين نفسه ، ولماذا نتعامل معهم وكأنهم لا يميزون!! ولماذا نصر أيضاً على تقسيم الناس دائماً إلى قسمين، الأول زاهد والآخر في الطاعة زاهد!! ثم ألا يصح أن تجتمع الطاعة والتسلية البريئة مثلاً؟؟ وهذا هو منهج ديننا بالفعل (ساعة وساعة) يعني يستطيع الواحد أن يتابع المباريات وإذا حان وقت صلاة العشاء والتراويح يترك المشاهدة، ويذهب للمسجد، ناهيك أن غالبية مناطق المملكة يؤذن فيها للعشاء بعد نهاية المباريات، وهناك بعداً خطيراً في الأمر قد لا نتنبه له، فقد نأتي بالشر كله، من ذات الباب الذي فتحناه ليدخل منه الخير على الناس!! فالشباب عندنا يأكلون ويشربون كرة القدم، ينامون عليها ويصبحون بها، ويتنفسونها شهيقهم لعب الكرة وزفيرهم متابعتها، وهي المصدر الوحيد للترفيه عندهم في ظل انعدام كل وسائل الترفيه الأخرى والتي قضت عليها خصوصيتنا، وعندما (نضيق) عليهم ونطاردهم حتى في هذه الوسيلة الوحيدة، ربما نفتح لهم باباً من الانحراف الفكري والسلوكي والتطرفي، قد يوصلهم في النهاية لتعاطي المخدرات أو الانخراط في الخلايا الإرهابية. أيها المحتسبون.. رفقاً بالشباب الخاتمة للشيخ سعيد بن مسفر حيث يقول: قبل الالتزام كنت رياضياً لامعاً حصدت الكثير من الجوائز الشخصية والجماعية ، لكني استهجنت الرياضة وتنكرت لها، ولكل الرياضيين بعد الالتزام، وأنا اليوم أدرك كم كنت فظاً وغليظاً وجاهلاً حينها، والآن أنا أتابع كرة القدم، ولو كان لدي الوقت لتابعت كأس العالم.