على مدار شهر كامل استمتعنا بأحد أروع المونديالات التي تابعها عشاق المستديرة عبر الكرة الأرضية، ولا أريد أن أقول أفضلهم، فلا زلت أقارنه مع كأس عالم 1982م بإسبانيا أحد أفضل المونديالات، وربما من عاصر كؤوس عالمية سابقة له نظرة أخرى سواءً 66 أو 74 هكذا يتحدثون. مونديال 2014م حطم الأرقام القياسية، فأعلى نسبة تسجيل مسجلة في مونديال فرنسا 1998 برصيد 169 هدفًا من خلال 62 مباراة، أما مونديال البرازيل 2014م فحتى قبل المباراة النهائية ومن خلال 61 مباراة بلغت الأهداف 171 هدفًا، والأهداف هي قمة الإثارة والمتعة وما يسعى له الفريقان طوال الـ90 دقيقة والـ120 إن امتدت إلى إضافي ثم يكون الحسم بركلات ترجيح بدخول الكرة المرمى «أهداف». وحيث أن العلاقة عكسية بين المتعة والعنف الكروي فإن هذا المونديال شهد أقل بطاقات صفراء برصيد 178 بطاقة إلى ما قبل مباراتي النهائي والثالث والرابع، أي في 60 مباراة، فيما أشهر الحكام 241 بطاقة في مونديال جنوب إفريقيا 2010م، و345 في مونديال ألمانيا 2006م. أما البطاقات الحمراء فخلال الـ60 مباراة السابقة قبل النهائي ومباراة الترضية في البطولة الحالية بلغت 10 كروت حمراء، وفي جنوب إفريقيا 17 بطاقة حمراء، وفي ألمانيا 28 بطاقة، وفي مونديال كوريا واليابان 18 بطاقة، وفي فرنسا عام 1998م 20 بطاقة حمراء. بالأرقام مونديال البرازيل خالٍ من العنف ومكتمل الدسم بمتعة الأهداف، ولكنه يظل مونديال العجائب والغرائب، فالبرازيل أشهر منتخبات العالم وأمتعها وأروعها خسر بالسبعة من ألمانيا على أرضه ووسط جماهيره وفي الدور نصف النهائي، وإسبانيا حاملة اللقب خسرت في أول مباراة بخماسية من هولندا، وإن كانت مغادرتها المبكرة ليست جديدة على حاملي اللقب، وستبقى مباراة ألمانيا والبرازيل عالقة في الأذهان بسباعيتها وهي أحد أشهر مباريات المونديالات. وشهد سقوط قمم كروية بالخروج من الأدوار التمهيدية.. إيطاليا وإنجلترا ومعهما إسبانيا، فيما تقدمت دول كوستاريكا وكولومبيا للأمام كثيرًا. وسقط التحكيم في 2014م بأخطاء كوارثية على أرض بلاد السامبا حتى باتت أخطاؤهم سمة للمباريات وصادقوا عمليًا على دخول التكنولوجيا، بل بات من الممكن والمتاح التوسع في التكنولوجيا في ظل إخفاق وترنح قضاة الملاعب.