كل صناعة تهتم ولاشك بالجودة والنوعية ولهذا نجد في كل مصنع ادارة للجودة والنوعية تتأكد ان المنتج الذي تنتجه مطابق للمعايير التي وضعتها والتزمت بها امام عملائها ورغم ان الانتاج التلفزيوني صناعة الا انه يبدو ان ادارة الجودة والنوعية غائبة عن القنوات التي تبذل مئات الملايين في الانتاج كل عام وليتها تهتم بالجودة والنوعية كما تهتم بموضوع قياس نسب المشاهدة الذي تعتبره التصنيف الذي تحتاجه لتقول انها تحتل مكانة متقدمة بين بقية القنوات لأن من ابجديات جذب اكبر عدد من المشاهدين هو اهتمام القنوات برغبات مشاهديها اما أن تتجاهل احتياجات هذا المشاهد وتصدمه كثيراً بما تقدمه له من اعمال فهذه تحتاج منا الى وقفة. ولنأخذ على سبيل المثال مايعرض في شهر رمضان عندما يبدأ مهرجان الانتاج السنوي وتبدأ القنوات في التنافس على تقديم انتاجاتها التي رصدت لها ميزانيات كبيرة قامت بالاعداد لها منذ نهاية رمضان السابق (وهذا يعني انها تستعد لرمضان قبل عام من وصول رمضان ) لنبدأ نسمع وقبل اشهر من رمضان الاعلانات التي تصف اعمالها بأضخم انتاج وارقى انتاج والإنتاج غير المسبوق في تاريخ الدراما ويتشوق المشاهد لمتابعة هذا الانتاج الاضخم والارقى وغير المسبوق ليكتشف ان هذه الاوصاف لم تكن الا عبارات للتسويق فقط فلو طبقنا المعايير التي اطلق على اساسها هذا الوصف لوجدناها مغايرة للحقيقة فهذا المسلسل يقال انه اضخم انتاج لان عدد من شارك به هم اكثر من 100 ممثل وعندما نشاهده نجد ان من يطلق عليهم صفة ممثل اساسي هم خمسة ومن يطلق عليهم ممثل ثانوي 5 وان البقية اصحاب ادوار اقل من ثانويه (كومبارس) ولهذا فالضخامة العدديه مفقودة والبعض الاخر يبرز اسم نجم كبير لنكتشف انه موجود في حلقة من ثلاثين حلقة والبعض الآخر يفاخر بالانتقال للتصوير في خارج الوطن لنجد ان نسبة التصوير لا تصل الى 5% من حجم المشاهد وانه عندما سافر خارج الوطن لم يستعن بأي ممثل من ذلك الوطن الذي رحل اليه وهكذا تتعدد جوانب التهويل غير الصادقه والتي يبدو انها مقلب اكلته القناة العارضه التي انفقت ملايين الريالات قبل المشاهد الذي اهدر وقته في متابعة الكثير من الاعمال التي تصنف نفسها كوميدية وهي تهريج ليس الا ودراما اجتماعية وهي تسطيح وافكار عفى عليها الزمن ولعلنا هنا نقف امام فكرة تصنيف الاعمال قبل عرضها واعني خضوعها لمعيار الجودة والنوعية وليكن التصنيف من قبل جهة محايدة على غرار قياس نسب المشاهدة والتي بدورها تتابع الانتاج منذ الانطلاق وحتى الانتهاء وتصنفه وفق معايير متعددة نبدأها بالنص اساس العمل الناجح يليها حجم النجوم المشاركين فيه وفئاتهم والاخراج إضافة الى معايير الجودة الفنية ومواقع التصوير والخدع والمؤثرات والموسيقى والملابس والانتاج وغيرها من المعايير التي يمكن ان توصلنا الى درجة نهائية لأي عمل تجعلنا نصل الى درجة تصنيف تمكننا ان نقول ان العمل الذي يحقق نسبة 91 الى 95 من معايير الانتاج المتميز يمكن ان يقال له انتاج خمس نجوم ومن 86-90 اربع نجوم ومن 76-85 ثلاث نجوم ومن 65 – 75 نجمتان ونجمة لما هو اقل ويكون هذا التصنيف احد معايير القبول لدى القنوات وتتم اضافة اسم بيت الخبرة الذي قيم العمل ودرجة التقييم لشارة العمل ومثل هذا الأمر يتطلب الاستعانة ببيوت خبرة في التقييم يبدأ دورها من تقديم الفكرة والنص الى مراحل التنفيذ. اعلم ان هذا النوع من بيوت الخبرة غير موجود في عالمنا العربي ولكن كما اوجدنا شركات للقياس علينا ان نوجد شركات للتقييم فوجودها سيجنب القنوات الاستمرار في تقديم بعض الانتاج المتردي والانفاق عليه لأن تساهلها وخصوصاً في السنوات الاخيرة في الرقابة حول الكثير من الانتاج العربي الى انتاج ركيك لا يتناسب والارقام الضخمة التي تنفق عليه.. لابد من تقديم اعمال تحترم عقلية مشاهد اليوم وشتان بينه وبين مشاهد الأمس في وجود هذه السماوات المفتوحه الذي جعلت الانتاج العالمي عند اطراف اصابعه فكيف تتم المحافظة عليه وتحقيق نسب مشاهدة عاليه ان لم يكن المحتوى عالي الجودة ويستحق ان يوصف بعنوان المقال؟