×
محافظة جازان

إحباط تهريب 422 كجم حشيش

صورة الخبر

لم يكن أمام أبناء البادية في السابق سوى ربط الأمتعة وجمع الأموال والمغامرة في تكبد الصعاب والصبر والحزم فليس لهم خيار عن الوصول إلى مكة أو الموت أثناء الذهاب فعزيمتهم تزلزل الجبال وتقضي على العوائق فمع عزيمة الرجال تنتهي العقبات في كل حال. التقت «المدينة» مع الشيخ أحمد الحاتمي ويبدو على وجهه ملامح الاشتياق واللهفة إلى أداء فريضة الحج إلا أن كبر سنه وأمراضه المزمنة وقفت عائقًا أمام أحلامه العاجزة إذ أنه يبلغ من العمر 95 سنة لم يتمكن خلالها من الحج إلا مرة واحدة، حيث إنه يمني النفس بحجة في هذه السنوات الأخيرة التي شهدت فيها المملكة تقدمًا وتطورًا في جميع المجالات. ويقول العم حسن ساردا لي قصة ذهابه إلى فريضة الحج عام 1381هـ: ذهبت برفقة عشرة أشخاص من مركز غميقة مسقط رأسي مرورا بميقات البيضاء والذي أصبح اسمه الآن ميقات يلملم، حيث كانت الوسيلة التي تقلنا عبارة عن سيارة مور سيدس حوض خشبي، فيقول نحن أصبحنا محظوظون بهذه الوسيلة (السيارة) رغم أننا عرضه للشمس والغبار في حوض السيارة فغيرنا يقطع المسافات ماشيا على قدمية، فالرحلة تستغرق يومين كاملين بالسيارة و10 أيام مشيا على الأقدام. وذكر بأن قائد السيارة يأخذ «ريال فضة» على كل شخص أجرة على نقلهم والتكفل بتوصيلهم إلى حيث يريدون. وقال: تمكنا بحمدالله من أداء الفريضة رغم مالاقينا من ظروف قاسية كادت أن تحول بيننا وبين أدائها، فنحن أوفر حظًا من كثير لم يتمكنوا من الحج في تلك السنوات لعدم استطاعتهم تحمل صنوف المتاعب أثناء رحلة الحج، حيث كان يتوجب على من يريد الذهاب أن يكتب «وصيته» ويؤمن أولاده في أيادي أمينة حتى يعود أو يرعاهم بعد موته لأن الرحلة إلى الحج محفوفة بالمخاطر آنذاك بل كان يطلق عليها مسمى «رحلة الموت». ويضيف قائلا: «لازلت أتذكر موقفا صعبا للغاية، حيث إن هذا الموقف حفر في ذاكرتي ولا يمكن لي أن أنساه أبدا، ففي أثناء سيرنا وبعد أن أحرمنا من الميقات وشققنا طريقنا تجاه مكة فوجدنا الطريق مسدودا بالرمال ولم يعد له أثرا تماما وقفنا مذهولين والحزن يأخذ منا كل مأخذ لقد تقطعت بنا السبل وظننا أننا لن نتمكن من العبور البته، حيث كان الطريق آنذاك يندر أن تسلكه سيارات لقلة تواجدها في هذه المناطق، فبعون من الله تعإلى ثم بقوة الإرادة والعزيمة الصارمة قمنا بإزالة الرمال، حيث دام العمل قرابة 4 ساعات وعبرنا الطريق بعد مشقة وعناء. وأضاف عدنا إلى أهالينا سالمين غانمين، حيث استقبلونا بإشعال النيران على قمم الجبال، ونحر الإبل في الطرقات، فرحا وسعادة بعودتنا.