الكل يعلم أن الأسرة تتكون من أفراد وهؤلاء الأفراد يشكلون مجتمعاً صغيراً داخل الأسرة، ومن ثم تكبر الأسر بأفرادها ويتكون المجتمع الكبير، وقد عاش مجتمعنا الكبير في هذا الوطن المعطاء منذ توحيد هذا الكيان على يد المعفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز عليه سحائب الرحمة، وقد كان همه الأول هو أن يعيش المجتمع السعودي متوحداً متماسكاً مترابطاً مع بعضه بعضا الكل أخوه يجمعه الدين الواحد تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وقد كبر المجتمع شيئاً فشيئاً واتسعت رقعته وقد بدأت تدب به روح التنمية والتطور والتقدم كغيره من المجتمعات العالمية وأصبح يعيش حياة تكنولوجية متقدمة محافظاً على عقيدته إلا أن حياة التقنية والاتصالات التي دخلت حديثاً على المجتمع ودخول العمالة الأجنبية الوافدة البعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا احتكت بأفراد المجتمع وظهرت بعض الظواهر نتيجة لهذه التقنية والاتصالات السلبية والاحتكاك ببعض العمالة التي وظفت في غير مواضعها الصحيحة ظهرت بعض الظواهر مثل ظاهرة المخدرات التي ينتج عنها غالباً بعض الأمراض النفسية والطلاق وتشرد الأبناء صغاراً وكباراً ذكوراً وإناثاً وضعف الوازع الديني، ونتيجة لذلك ظهر العنف والإيذاء على أفراد المجتمع وخاصة من رب الأسرة والضحية في ذلك الأطفال وأقرب دليل على العنف ما حدث في شرورة منذ أيام حيث قتل رجل زوجته وأولاده الأربعة، ونشرت عن ذلك أغلب الصحف المحلية، ولذلك اهتمت الدولة بقيادة قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله في عمره بهذه الظاهرة من أجل حماية المجتمع وأفراده من الإيذاء لأن ما يهمه حفظه الله بالدرجة الأولى حماية الإنسان المواطن والمقيم على هذه الأراضي المقدسة أن يعيش آمناً على نفسه ودينه وعرضه وماله لذا قرر مجلس الوزراء في جلسة يوم الاثنين الموافق 19 من شوال لعام 1434هـ الموافقة على نظام الحماية من الإيذاء الذي ينص على تقديم المساعدة والمعالجة والعمل على توفير الإيواء والرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية والمساعدة اللازمة واتخاذ الإجراءات النظامية بحق المتسبب بالإيذاء ومعاقبته. وقد بدأت فكرة هذا الأمر في وزارة الشؤون الاجتماعية عندما تقرر إنشاء إدارة خاصة بالحماية الاجتماعية كان لي الشرف بأن أساهم في نظام إنشاء هذه الإدارة بتشكيل لجنة بناء على توجيه معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية في ذلك الوقت الدكتور علي النملة فشكلت اللجنة من أعضاء من وزارة العدل والصحة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن الشؤون الاجتماعية وكنت ممثلاً لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية في هذه اللجنة لدراسة مواد هذا النظام في ذلك الوقت لتحمي الرجل والمرأة والطفل من جميع أنواع الإيذاء الجسدي والجنسي والنفسي وتلقي الشكاوى طوال الوقت لاتخاذ ما يلزم نحو منع الإيذاء والتعدي بقيام مجموعة بمصاحبة أخصائي وأخصائية اجتماعية وفرد من الأمن لاستكشاف الوضع المبلغ عنه حسب ما وضع من نظام لهذه اللجنة. وقد قامت الوزارة بالرفع لمجلس الوزراء لإصدار نظام الحماية من الإيذاء وبالتالي صدرت اللائحة الأساسية وسوف يصدر النظام لائحته الداخلية من وزارة الشؤون الاجتماعية تشرح كيفية تنفيذ النظام. ولكن التعريف بالنظام أهم والتعريف بالحقوق في عدم التعرض للإيذاء وكيفية التصرف عند التعرض للإيذاء أهم خاصة من قبل الأشخاص المعنيين سواء كان رجلاً أم امرأة، أما الأطفال فالعنف يظهر عليهم وعلى المدرسين في المدرسة الإبلاغ عن تلك العلامات للجهات الرسمية. وهناك بعض الأشخاص من أولئك من لا يقرأ أو يكتب من المعنيين ولا يعرفون إن كان هذا عنفاً أم حقا من حقوق الزوج عليها والمفروض توعية المجتمع عن طريق التلفاز بكتابة رسائل على الشاشات توعي الأفراد عن العنف وكيفية وقوعه وحماية أنفسهم وتوعيتهم عن طريق خطباء المساجد حول ماهية العنف وكيفية الوصول للمسؤولين للإبلاغ عن العنف. ويمكن استخدام الشاشات الموجودة في الشوارع والملاعب الرياضية أثناء إقامة المباريات أيضاً في المناطق النائية حتى يمكن أن يعرف الجميع ما هو الإيذاء وكيفية الإبلاغ عنه. فالإيذاء يبدأ بسيطاً من الشخص العدواني ثم يزداد تدريجياً ثم حتى يصل إلى درجة الإيذاء ثم العنف الجسدي أو النفسي أو الجنسي ثم يصل كما رأينا إلى درجة إزهاق الأرواح. من هنا كان لابد من مقاومة هذا العنف منذ بداياته والإبلاغ عنه سواء من الشخص المعنف أو ممن يسمع أو يرى ذلك العنف مع عدم اظهار اسمه للشخص المبلغ عنه حسب النظام الذي صدر مؤخراً وقد يعتقد المعنف أن هذا العنف من حقه الشخصي الذي يقوم بالتعنيف أو الإيذاء لذا يجب إظهار ذلك في البرامج التلفزيونية، وفي وسائل الإعلام الأخرى ووضع العقوبات الرادعة للأشخاص الذين يقومون بالعنف وتوضيحها في وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية. اللهم احفظ مجتمعنا من كل سوء واجعله مجتمعاً متماسكاً يشد بعضه بعضا، كما أمرنا بذلك ديننا الحنيف لنعيش في أمن وأمان في أنفسنا وما لنا وعرضنا والله من وراء القصد. - عضو هيئة الصحفيين السعوديين