يعقد في هذا الوقت من كل عام في المسجد النبوي اجتماع ايماني لا يوجد له مثيل في العالم سوى في الحرم المكي، فحاضروه يرجون بضاعة ومكاسب لا تبور مع مرور الدهر، أتوا من كل حدب وصوب نفضوا عنهم غبار الدنيا وضجيجها، يحرصون على التزود بالايمان والتقوى، تركوا المال والعيال خلف ظهورهم، فالوقت محسوب بالدقائق، وأجواء طمأنينة وصفاء، وعيش على أرض تضم جسد أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام، فلا مجال سوى كسب الحسنات بقراءة القرآن والتضرع إلى الله بالعفو والغفران، تهون كل عظائم الدنيا مع سجدة في الروضة الشريفة والسير في مكان غبر فيه الرسول وصحبه الكرام أقدامهم، فهنا الصلوات والدعوات والرحمات من رب السموات، ويكفي الأجساد التي تتناغم مع الأرواح السابحة في نهر الطهر والنقاء الإفطار على موائد من التمرات وكسر من الخبز آمنة مطمئنة. المزيد من الصور :