×
محافظة المنطقة الشرقية

بالصور ..ولي العهد يستقبل رئيس وزراء البحرين ويبحثان آخر المستجدات

صورة الخبر

أخذت الدولة على عاتقها منذ العام 1990م المبادرة بفصل التوائم السيامية فتم حتى الآن إجراء ما يقارب من ثلاثين عملية من هذا النوع لسعوديين وعرب وأجانب وتمت كلها على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله وقد تمت أغلب هذه العمليات بمبضع الجراح المحترف الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة السابق الذي وهبه الله سبحانه وتعالى المهارة والإتقان في أشد العمليات الجراحية حرجا وتعقيدا وصعوبة، وهي عمليات فصل التوائم الملتحمة وهو ما يسمى بالتوائم السيامية، أجرى معاليه ومساعدوه من الفريق الطبي عدة عمليات وقد تمت معظمها بنجاح تام ولله الحمد وللمرء أن يفخر بهذا الإنجاز الطبي الفريد الذي وصلت إليه المملكة العربية السعودية. وما ذاك إلا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ومتابعة واهتمام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ومتابعته لهذه العمليات شخصيا وتسخير كافة الإمكانيات والآليات المادية والمالية والإدارية ومتطلباتها لجعل هذا البلد رائدا في هذا المجال. وهذه التوائم السيامية نادرة الوقوع على مستوى العالم وعمليات فصلها تعتبر من أخطر العمليات في عصرنا الحاضر.. والسؤال الوارد هنا يأتي من زاوية أخرى بعيدا عن الطب والجراحة وإنما هو متعلق بوصف هذا الحدث، أي التوأم السيامي من الوجهة الخلقية. ولقد ذكرت صحيفة الحياة في آخر عملية أجريت قبل فترة عبارة (الربيعة كشف عن عيوب خلقية في الجهاز البولي لدى عبدالله) وعبدالله هذا هو أحد التوائم الذي خضع لجراحة الدكتور الربيعة، وعبارة (عيب خلقي) الأولى إطلاقها على التوأم ذاته بدلا من الجهاز البولي وهو جزء من أحدهما. فالتوأم السيامي الأصل توأم ذاتي (identical twin) نتج عنه بالتلقيح بويضة واحدة بحويمن منوي واحد وبدء الخلية الملقحة (zygote) المحتوى على صفات الأم والأب في الانشطار وتكوين الخلايا الجذعية (stem cells) ثم بعد عدد من انشطارات النمو وتكوين المضغة تنفصل هذه إلى مضغتين منفصلتين. وتبدأ كل مضغة بمواصلة النمو، وكل منهما تحمل ذات الصفات الوراثية والتكوين للأحماض الأمينية(DNA) وترتيبها وصفاتها حتى تمام الحمل وينزل الشقيقان توأما ذاتيا بكل الاعتبارات. وفي هذا التوأم السيامي يقع بمشيئة الله وإرادته وتخليقه أثناء النمو التحام خارجي للجسدين بعد تمام تكوين كامل الأجهزة العضوية الداخلية مثل القلب والكبد والجهاز التنفسي والهيكل العظمي ونحو ذلك.. والسؤال هنا هو: هل يجوز إطلاق عبارة (عيب خلقي) على مثل هذا التوأم السيامي أو أي تخليقات أخرى في الإنسان كولادته مثلا بعدد أربع أصابع أو أقل أو أكثر أو حتى في الحيوان خلاف ما هو معروف ومعتاد من الخلقة السوية التامة؟، ومعروف لدى الناس أن مصدر العيب إنما هو وقوع خطأ في التركيب أو الإعداد ونحو ذلك. فلو أخطأت شركة تويوتا مثلا ــ ولله المثل الأعلى ــ في احتساب السرعة التراكمية لجهاز تثبيت السرعة فإن هذه الماركة يصبح فيها عيب بسبب هذا الخطأ. فهل يجوز تصور وقوع خطأ في فعل من أفعال الله سبحانه وتعالى؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، ومن هنا لا يجوز إطلاق عبارة (عيب خلقي) على مثل هذه الظاهرة . فإن الأصل في المعتقد الصحيح أن كل صغيرة وكبيرة من مخلوقات الله سبحانه وتعالى إنما تكون بمشيئته وإرادته وفعله وتكوينه، كما قال تعالى (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء) وقوله تعالى (وخلق كل شيء فقدره تقديرا). وخلاصة هذه الآيات أن هذا التوأم أو نحوه إنما تم تخليقه ووجوده بهذه الهيئة وهذا الحال بإرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته وفعله، وكل هذا وأمثاله يدخل تحت معاني قوله تعالى (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) وقوله تعالى (لتبلون في أموالكم وأنفسكم) وقوله تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين).. فلعل في ما يلحق الإنسان من الأمراض أو الأعراض أو المصائب تعود على أصحابها ربما في الدنيا قبل الآخرة بالخير لقاء الصبر والاحتساب عند الله. بل قد يبتلي الله الناس ليس بالأمراض أو التشويه في الخلق بل بالدنيا وزينتها من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام. ولقد سخر الله سبحانه وتعالى لنبيه سليمان الجن يخضعون لأوامره كما قال تعالى (فلما رآه مستقرا ــ أي عرش ملكة سبأ بلقيس ــ قال هذا من فضل ربي ليبلوني أن أشكر أو أكفر ).. فالشاهد أن عبارات أخطاء خلقية أو عيوب خلقية، الأولى بل والواجب استبدالها بعبارات (البلاء في الخلقة) أو (التشويه في الخلقة) ونحو ذلك بعيدا عن الخطأ والعيب، فإن أفعاله سبحانه وتعالى منزهة عن ذلك وتعالى سبحانه عن ذلك علوا كبيرا. nyamanie@hotmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 148 مسافة ثم الرسالة