منذ سكنت في حي السليمانية بالقرب من الجمعة قبل ثمان سنوات وأنا أرى أرضاً عليها لوحة تشير الى انه سيقام عليها مبني لوزارة الصحة مخصصا لمستشفى أطلق عليه "مستشفى شرق جدة" بثلاث مائة سرير ثم بدأ البنيان واستمر سنوات فلما تم في بداية هذا العام وأنير بالكهرباء واحيط بسور له ابواب بقى كما هو لم يفتتح ولم يستفد منه أحد. وكلما مررت به ذهابا من بيتي وعودة إليه تعجبت لهذا البطء في الانشاء ثم في الاعداد ولم استطع معرفة اسباب هذا التأخير إلى هذا الحد رغم أن الكل يدرك أن المنطقة الموجود بها المستشفى مزدحمة السكان وتحتاج إلى مستشفى. كما أننا ندرك أن لدى المملكة في سائر المدن نقصاً في السرر يعرض المرضى في كثير من الأحيان للحرج المؤدي إلى ما لا تحمد عقباه واتمنى على وزارة الصحة أن تشرح لنا حكاية هذا المستشفى. كما اتمنى عليها وهي اليوم كما اعتقد في يدٍ امينة فذى الوزارتين معالي الدكتور عادل فقيه نعرف عنه اخلاصه واتقانه لعمله وانا أعلم ان التركة التي آلت إليه ثقيلة ولكني اعتقد انه قادر على حملها ومواجهة كل الخلل الذي طرأ عليها والذي جعلني في يوم من الايام اطالب باعادة هيكلة الوزارة وضخ دماء جديدة في شرايينها. فهذه الوزارة مضى عليها زمن طويل ركد عملها ولم تعد تقدم للمواطنين الخدمات التي انشأت من أجلها وفرّ الناس الى المستشفيات الخاصة فأرهقت ذوي الدخل المتوسط قبل المحدود بأثمان خدماتها التي هي الأخرى ينتابها قصور وخلل مشاهد. وأنشبت شركات التأمين أظفارها في جلودهم حتى قضت على دخولهم خاصة كبار السن منهم والمتقاعدين وأما الفقراء فلهم الله يلهثون وراء مرضاهم فلا يجدون العلاج. وأعلم أن الصراحة أحياناً تغضب حتى المخلصين وهم كثر بحمد الله في هذا الوطن ولعلهم عندما يتنبهون يصنعون الخير الكثير لأبناء هذا الوطن. فنحن في أمس الحاجة لاعادة النظر في منظومة الرعاية الطبية والصحية في بلادنا حتى تتوافر للجميع بيسر وكرامة ونحن الدولة الغنية القادرة على ذلك ، فهل نفعل هو ما أرجو والله ولي التوفيق. ص ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043