تحولت جائزة نادي جدة الأدبي للإبداع إلى جدلية حول طغيان الشعر بالنسبة إلى النثر وطبيعة كل منهما، واحتفى النادي الأدبي الثقافي في جدة بجائزة محمد حسن عواد للإبداع في دورتها الثانية التي خصصت للشعر وفاز بها الشاعر عبدالله الصيخان. وقال الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام إن الجائزة باتت تمثل فكرة حضارية واجتماعية وثقافية في آن واحد، مبينا أن الجوائز سجل حقيقي يبرهن على تفوق حضارات دون أخرى. وأشار إلى أن الحركة الشعرية في المملكة مرت بنقلات ومتغيرات عديدة كان من أشدها تأثيرا حركة الحداثة التي أفرزت لنا في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي الكثير من الأصوات الشابة. وتساءل خوجة بوصفه أحد الشعراء ومتابعا للحركة الشعرية: لماذا يمر الشعر بهذه المنعطفات الكبيرة؟ ولماذا تأتي تلك المنعطفات في شكل سريع؟ وقال إن الإجابة عن هذا الأمر لا تحتمل أكثر من أن طبيعة الشعر تختلف تمام الاختلاف عن طبيعة النثر، فالشاعر، كما يقول سارتر، يرى الكلمات من جانبها المعكوس، كأنه من عالم غير عالم الناس، وكأنه لم يعرف الأشياء بأسمائها بل عرفها تعريفا صامتا. ورأى وزير الثقافة والإعلام أن شقاء ضمير الشاعر الناتج عن إحساسه بذلك التمرد هو الذي يجعله في عداد الطبقات المتميزة بدلا من أن يكون على هامشها. د. خوجة أثناء إلقاء كلمته «في أدبي جدة». وبين أن جائزة محمد حسن عواد للإبداع الشعري ما زالت في خطواتها الأولى، استطاعت أن تحظى بهذا الزخم من الاهتمام وبهذا القدر من الشهرة بتطلعاتها نحو آفاق الإبداع المتميزة قادرة على أن تمخر عباب المستقبل بكل ثقة، فتكون في المكان المؤثل من الجوائز الأدبية، وأن تؤسس لنفسها إضافة إلى قيمتها الحالية اسما وقيمة عربيين وعالميتين بإذن الله. وعبر عن تهنئته للشاعر عبدالله الصيخان لفوزه بهذه الجائزة معربا عن شكره وتقديره لنادي جدة الأدبي لمساهمته في الوفاء لشعراء في المملكة. وفي نهاية الحفل كرم وزير الثقافة والإعلام الشاعر عبدالله الصيخان الفائز بهذه الجائزة، فيما تسلم وزير الثقافة والإعلام درعا تذكاريا من رئيس النادي بهذه المناسبة. من جانبه، أوضح الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي رئيس النادي أن جائزة محمد حسن عواد للإبداع هي أنموذج لجسور التواصل بين رجال الأعمال والمثقفين. وقال السلمي إن مجلس إدارة النادي ومجلس الأمناء أدركا سمو الهدف ورقي المبتغى، فانطلقت الجائزة بدعوات لكل الجهات والمؤسسات الثقافية والشخصيات والرموز الأدبية والمبدعين، فتلقينا عددا من الترشيحات ناقشها مجلس الأمناء وتأكد من استيفائها الشروط ثم أحالها للجان تحكيم من كبار النقاد. وهنأ الدكتور السلمي الشاعر عبدالله الصيخان على فوزه بهذه الجائزة. وبين الدكتور عاصم حمدان عضو مجلس أمناء الجائزة كلمة، قال فيها إن الهدف الأساسي من إقرار هذه الجائزة أن نجعل منها جسرا يردم الهوة بين الأجيال واخترنا لها اسم رائد من الرواد المبدعين ليكون الماضي متصلا بأسباب الحاضر بأوثق ما يكون الاتصال وآثرنا أن يكون مجال الجائزة الشعر.