قالت وكالة الطاقة الدولية أمس "إن نمو الطلب العالمي على النفط سيتسارع العام المقبل مع نمو الاقتصاد العالمي"، وتوقعت تلبية الطلب عن طريق زيادة الإمدادات من الولايات المتحدة وكندا، وهو ما سيزيد من تقليص حصة "أوبك" في السوق، بحسب "رويترز". لكن الوكالة ذكرت في تقريرها الشهري أن المخاطر المحيطة بإنتاج النفط في بعض المناطق لا تزال عالية. وقال التقرير "مخاطر الإمدادات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وليس أقلها في العراق وليبيا لا تزال عالية بشكل غير عادي.. ما زالت أسعار النفط مرتفعة عند مستويات تاريخية ولا يوجد مؤشر على تغير هذا الاتجاه بعد". وسجل مزيج برنت أعلى مستوى في تسعة أشهر فوق 115 دولارا للبرميل في حزيران (يونيو) بعد أن اجتاح مسلحون سنة شمال غرب العراق وسيطروا على أجزاء كبيرة من البلاد وأغلقوا كبرى مصافيها النفطية. وتراجعت أسواق النفط خلال الشهر الماضي لكن القلق على الإمدادات ما زال قائماً. وبلغ سعر برنت نحو 108.20 دولار للبرميل أمس الجمعة. وقالت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الرئيسية المستهلكة للنفط بخصوص سياسات الطاقة في أول توقعات لها لعام 2015 "إنها تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط 1.4 مليون برميل يوميا العام المقبل ارتفاعاً من 1.2 مليون برميل يومياً هذا العام". وقال التقرير "تشير التوقعات مجدداً إلى أن الاقتصادات الناشئة أو الصناعية الجديدة ستقود المكاسب". وتوقعت الوكالة نمو المعروض النفطي من خارج أوبك 1.2 مليون برميل يوميا في المتوسط العام المقبل وهو ما يتماشى مع النمو في 2013 و2014. وأضافت "لا تزال الولايات المتحدة وكندا الدعامتين الأساسيتين للنمو لكن من المتوقع أن تتنوع المصادر بصورة أكبر مقارنة مع 2014". وذكرت وكالة الطاقة أن طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة قلصت حصة منظمة البلدان المصدرة للبترول في السنوات الأخيرة ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه في العام المقبل. وتوقعت وكالة الطاقة تراجع الطلب على خام أوبك في 2015 إلى 29.8 مليون برميل يوميا من 29.9 مليون هذا العام بانخفاض طفيف عن إنتاج المنظمة في حزيران (يونيو) الذي تجاوز 30 مليون برميل يوميا بقليل. كما قالت وكالة الطاقة الدولية "إن الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم ستشهد نمو الطلب على الخام 4.2 في المائة ارتفاعاً من 3.3 في المائة هذا العام، بينما سيشهد الطلب في الولايات المتحدة أكبر مستهلك في العالم نموا نسبته 0.2 في المائة فقط إلى 19.1 مليون برميل يومياً". وستظل أمريكا الشمالية في المقدمة العام المقبل لتسهم بنحو ثلثي صافي الزيادة في الإمدادات من خارج أوبك مقابل 85 في المائة في 2014. وذكرت وكالة الطاقة أن الخام الأمريكي الخفيف والبيتومين الكندي يمثل أكثر من نصف نمو المعروض من خارج أوبك في 2014. وأضافت الوكالة في تقريرها "شهدت بعض دول "أوبك" اضطرابات شديدة وبالتالي كان لأمريكا الشمالية دور كبير في تجنب وضع ضغوط شديدة على الإمدادات العالمية".