قال مستثمرون في قطاع الأسماك في المنطقة الشرقية، إن مبيعاتهم شهدت أخيرا انخفاضا ملحوظا يصل إلى 30 في المائة، بسبب إحجام الصيادين عن الإبحار، بسبب ارتفاع درجات الحرارة المتزامنة مع دخول شهر رمضان. وقالوا إن رمضان يشهد عادة انخفاضا في الطلب على المأكولات البحرية في وجبتي الإفطار والسحور. وكشفت جولة لـ "الاقتصادية" قامت بها أمس في سوق السمك في الدمام، كثرة المعروض من الأسماك خاصة الهامور والكنعد والشعري، في مقابل خلو السوق من المتسوقين. والمزاد الذي يقام بشكل يومي لم يحضره سوى أصحاب المحال دون أي منافسة من مشترين، الذين يكون لهم عادة دور كبير في تباين أسعار المزادات على الأسماك. وذكر مستثمر في القطاع أن الأيام الجارية، التي تشهد ارتفاعا في درجة الحرارة ودخول شهر رمضان، يخيم فيها الهدوء وانخفاض المبيعات في سوق السمك في الدمام والقطيف، بعد أن لجأ بعض العاملين لرفع الأسعار لاستيفاء بعض الاحتياجات المالية. وقال حسن الشرايدة، المستثمر في سوق السمك في الدمام، إن أغلب السعوديين يفضلون الهامور والكنعد والشعري، الذي يشهد طلبا متزايدا بشكل يومي، رغم الركود الذي تشهده السوق في شهر رمضان. ووفقا لما ذكر، فإن سعر كيلو هامور الجبيل يصل إلى 80 ريالا قبل رمضان فيما انخفض حاليا إلى 65 ريالا، والكنعد من 65 إلى 50 ريالا، والشعري بين 25 و35 ريالا للكيلو الواحد. وذكر، أن السوق يحكمها الطلب والعرض "فتجد بعض المحال تبيع كيلو الهامور بـ 80 ريالا وأخرى بسعر مخالف، حسب نوع الهامور ومصدره ومدة تخزينه في الثلاجة". وطالب الجهات المعنية، مثل أمانة منطقة الشرقية وزارة التجارة، بتحديد الأسعار وضبطها لحماية السوق والمستهلكين، "خاصة أن هناك تحالفات بين العمالة التي تسيطر بشكل كبير على أغلب المحال تحت تستر كفلاء سعوديين". وقال سعيد الغامدي، صاحب عدة محال مختصة ببيع الأسماك: "السوق تشهد حاليا ركودا منذ دخول رمضان، وانخفاضا في الأسعار والمبيعات، بنسبة تصل إلى 30 في المائة"، متوقعا استمرار الانخفاض في المبيعات حتى أيلول (سبتمبر) المقبل الذي يشهد عودة المسافرين إلى المنطقة وبدء المدارس. من جهته، قال لـ "الاقتصادية" عدد من أصحاب القوارب والسفن، البالغ عددها أكثر من ستة آلاف قارب في المنطقة، إنهم يستعدون للإبحار للبحث عن الروبيان في آب (أغسطس) المقبل، حيث يستمر الموسم حتى مطلع العام المقبل. وقالوا: إن شواطئ الدمام والقطيف تشهد وفود عدد كبير من القوارب واللنشات استعدادا للإبحار، وتجهيز القوارب من حيث التلميع وفحص المحركات وصيانة البعض منها. وسجلت السعودية نسبة اكتفاء ذاتي من الأسماك بلغت 38 في المائة في عام 2012م، وأظهرت أرقام رسمية تراجعا في إنتاج المزارع السمكية نسبته 0.8 في المائة، حيث بلغ إنتاجها 89.9 ألف طن من الأسماك والروبيان، فيما بلغ في عام 2011م 90.7 ألف طن. وتأمل السعودية التي لا تستهلك كثيراً من الأسماك في تنمية إنتاجها منه بعشرة أضعاف بحلول 2030م بفضل تربية الأسماك في البحر الأحمر، في برنامج طموح، نظرا للمعطيات البيئية والتجارية. وينوي صندوق التنمية الزراعي، زيادة إنتاج السعودية من الأسماك من 100 ألف طن سنويا في 2012م إلى 900 ألف طن سنويا بحلول عام 2029م. ويجري حاليا تنفيذ مشاريع 20 مزرعة لتربية الأسماك في مياه مناطق مكة وجازان وتبوك، في أقفاص عائمة داخل البحر وليس على الشاطئ مثل المزارع الموجودة حاليا. وغالبية المزارع العاملة حاليا متخصصة في إنتاج الروبيان لطلب السوق المحلية من هذه الأصناف، وتقوم بتصدير الفائض إلى الأسواق الخارجية. وبلغ إنتاج الجمبري، الذي توقف ثلاث سنوات بسبب مرض 17 ألف طن هذه السنة، ويتوقع أن يبلغ الضعف السنة المقبلة في حين انطلقت الشركة في إنتاج أسماك أخرى منها الأبراميس التي تنمو في أقفاص كبيرة في عرض البحر. ومن أجل التحكم في سلسلة الإنتاج أنشئت مصانع لإنتاج طعام الأسماك في شكل حبيبات وتستخدم، خصوصا نفايات الجمبري الذي تتم تربيته محليا.