اعتبر وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن «نجاح الدولة الإسلامية في العراق وسورية عزز تفكير المتشددين في لبنان»، مؤكداً أن «هذه الجماعة السنّية المتشددة ظهرت في بيروت للمرة الأولى في الأسابيع الأخيرة لكن الأجهزة الأمنية أحبطت أي تصور لتكرار ما حدث في العراق في لبنان». وقال المشنوق في مقابلة مع وكالة «رويترز» أمس: «أعتقد أن خطورة التفجيرات لا تزال قائمة وهي مستمرة طالما هذا العقل التكفيري موجود»، لافتاً إلى أن «الحل الوحيد هو ما نقوم به حالياً من متابعة المواقع التي من الممكن أن يتحركوا فيها والتدقيق بالجنسيات أو بالأشخاص الوافدين عبر المطار أو عبر الحدود البرية». ورأى المشنوق أن «العمليات الاستباقية للأجهزة الأمنية أثبتت نجاحاً جدياً، إذ استطاعت تعطيل ثلاث عمليات قبل حصولها»، مشيراً إلى أن «التنسيق بين الأجهزة لم نشهده منذ عام 90». وذكر أن «الأجهزة الأمنية فككت شبكة تابعة لـ «داعش»، واعتقل أفراد منها ومنهم سعوديون وفرنسيون في ثلاثة أماكن مختلفة في البلاد». وأشار إلى «تبادل معلومات مع جهات غربية وعربية حيث يشارك محققون سعوديون بالاستماع إلى التحقيق مع السعوديين الموجودين بلبنان. كما أن الفرنسيين اطلعوا على نتائج التحقيق مع الموقوف الفرنسي من جزر القمر». وشدد على أن «الخطر دائماً موجود ولكن البيئة الحاضنة غير موجودة. والغالبية العظمى من السنّة في لبنان الذين هم البيئة المذهبية لـ «داعش» ولكل هذه التنظيمات هي بيئة مصرة على اعتدالها وتوازنها ومدنيتها». وأشار إلى أن ما تنشره وسائل الإعلام المحلية من أن القوى الأمنية تبحث عن سيارات مفخخة وانتحاريين «ممكن أن تكون صحيحة جزئياً وقد تكون صحيحة كلها لا يمكن أن نؤكد قبل الوصول إلى المصدر إما لموقع السيارات أو للأشخاص المعنيين»، لافتاً إلى أن «هذا الكلام موجود من مصادر استخبارية عدة عربية وأجنبية ونتيجة أيضاً للتحقيقات الجدية التي تقوم بها الأجهزة». وأكد أن «أولوية التفجير التقليدية هي منطقة الضاحية الجنوبية... وليس بالضرورة أن يكون صحيحاً مئة في المئة، ولكن بعقلهم دائماً يضعون في بالهم أنهم متوجهون إلى مواقع يفترضون أنه موجود فيها حزب الله كجمهور أو كقيادات أو حتى كنفوذ سياسي». وقال: «إن النظرية التي تقول إن العمليات العسكرية لحزب الله في سورية تستطيع أن توقف العمليات الانتحارية هي نظرية غير صحيحة وغير دقيقة، لأن الانتحاريين أو التنظيمات التي تمارس هذه العمليات إذا خسرت موقعاً تبحث عن موقع آخر وإذا خسرت الموقع الآخر تبحث عن موقع ثالث، ما يعني أن عملياتها ليست مرتبطة بموقع جغرافي موجودة فيه». وأوضح المشنوق أن «مسألة انتخاب الرئيس ليست مسألة لبنانية بحتة، ما يدل على عدم اتفاق وشيك بين الدول المتنافسة مثل إيران والسعودية اللتين تتمتعان بتأثير حاسم في بيروت». وتابع: «انتخابات رئاسة الجمهورية هي قرار إقليمي ودور غير متوافر حتى الآن ولن يكون متوافراً في المدى القريب. هي ليست مسألة محلية على الإطلاق»، متوقعاً أن «يبقى لبنان بلا رئيس ما لا يقل عن ستة أشهر». وأشار إلى أن «الموضوع مرتبط بكل التطورات التي تجرى في المنطقة».