انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام مقطع فيديو يظهر فيه أحد الشباب السعودي وهو يقود مركبته بسرعة تجاوزت (200كم في الساعة)، فَـعَـلَ ذلك وهو يسير على عجلتين وسط تصفيق مرافِـقِـيْـنَ له، المقطع حصد أكثر من (500 ألف مشاهدة) بعد أيام من بَــثّــه! والعجب هنا ليس من كثرة المشاهدات التي فاز بها المقطع؛ ولكن من استمرار رياضة الموت أو (الـتّـفْـحِـيْـط بشتى صوره وأساليبه) عَـالِـقَـة في ثقافة طائفة من الشباب السعودي رغم ما نتج وينتج عنه من حوادث ومآسٍ ودمار للأرواح والممتلكات! فالـتّـفحيط الذي تزيد ممارسته في رمضان وكأنه مرتبط بالـصّــوم تؤكد بعض الدراسات بأنه قد بدأ عام 1399هـ، ثم في ظلّ قصور متابعة الجهات المعنية، وظهور الإنترنت وبث مقاطعه تحول إلى ما يشبه الظاهرة التي يَـتبعها غالباً سلوكيات أخرى كتعاطي المخدرات والسّـرقة ! أما الأسباب فيبدو أنها لا تخرج عن (البَـطَـالَـة والفراغ الروحي والإحساس بالتّهميش، وغياب الرقابة الأسَــرية، وكذا البحث عن الشهرة والسعادة المؤقتة، ولو كان الثّـمن الموت)! أما علاج تلك الظاهرة فلا أعتقد أن طريقه (التوعية بالأساليب التقليدية)؛ لأن مَـن يمارس التفحيط من المؤكد بأنه لا يجهل حجم مخاطره، وما قد يترتب عليه؛ ولكنه يَـفَــعَــل ذلك مع سَـبْـق الإصرار والتّرصد إما من باب العِـناد المجتمعي أو وَهْــم إثبات الـوجود، أو أحياناً تحت تأثر الـمُـسكرات وتهليل رُفَـقَـاء الــسّــوء! ولذا فالواقع يفرض أن يكون التعامل مع (الظاهرة) ليس على أنها قضية أمنية أو مرورية (فقط)، بل قضية اجتماعية ووطنية خطيرة، القضاء عليها أو الـحَــدّ منها يتطلب حملة أمنية مشدّدة وصارمة، ودراسات بحثية، ووسائل عصرية نابضة بلغة الشباب وبأساليب مبتكرة كـ ( تطبيق عقوبات بديلة على الممارسين كخدمة مرضى الحوادث المرورية، وأيضاً بإطلاق برامج وفعاليات تستقطب الشباب، وتستثمر مواهبهم وأوقاتهم، وكذلك إنشاء أندية آمنة لممارسة رياضة السيارات)! ويبقى.. ظاهرة التفحيط أو التلاعب بأرواح الناس من خلال السيارات قد تكون قديمة (وقد كُـتِـب حولها الكثير)؛ لكن أسبابها بالتأكيد تتجدّد؛ وبالتالي أدوات التعامل معها لابد أن تتطور؛ فهل نرى خطة وطنية جادّة لمعالجتها؟! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain