×
محافظة المنطقة الشرقية

الضفة تشتعل بالمواجهات انتصاراً لغزة.. وإصابة عشرات الفلسطينيين

صورة الخبر

في الوقت الذي يلوذ فيه غالبية الصائمين بالغرف الباردة اتقاء لحرارة الجو وأشعة الشمس الحارقة، يقضي رعاة الأغنام والإبل يومهم في الصحراء، ويسيرون مسافات طويلة خلف مواشيهم وإبلهم في ظروف صعبة. «المدينة» التقت خلال جولة لها في المراعي الموجودة في صحراء شرق محافظة رنية من الجهة الشمالية من جبل سلي حتى جبل كلان عددا من الرعاة وعاشت معهم يوما رمضانيا كاملا تحت أشعة الشمس الحارقة ووسط الصحراء القاحلة وبين رياح جافة تكاد تشتعل لهيبا. يقول الراعي قاسم محمد: «جدول العمل في رمضان لا يختلف عن غيره من باقي شهور العام حيث نستيقظ للسحور ثم صلاة الفجر وبعدها نأخذ قسطا قليلا من الراحة لبعض الوقت ثم نستيقظ على أصوات المواشي باكرا فنهبّ لسقايتها وتقديم الشعير لها بعدها نتجه بها للصحراء بعيدا عن الخيام». عزيمة وإرادة وأشار إلى إنه على الرغم من حرارة الجو التي اشتدت هذا العام عن الأعوام الأخرى ألا أننا نقاوم ذلك بالعزيمة والإرادة الإيمانية ولا نحاول أن نفطر أو نتكاسل فخلال فترة الرعي تجدنا تحت أشعة الشمس ولا نتجه للظل تحت أغصان الأشجار الصحراوية بل نواصل بعزيمة وصبر. ولفت إلى أنه يعود لعزبته وقت الظهيرة للتأكد من وجود الماء البارد وطعام الإفطار ثم يعود للمراعي ويستمر بها حتى الساعة السادسة مساء حيث يعود للعزبة مرة أخرى ثم يقوم بتجهيز الإفطار وحلب المواشي وتناول حليبها مع التمر في حين يكون صاحب المواشي قد حضر ببعض احتياجات الطبخ والإفطار. عمل متواصل الراعي عبدالباري الصادق يبدأ عمله مع طلوع الشمس وحتى غروبها ولا يفكر في النوم ولا الجوع أو العطش يتنقل من مكان إلى آخر بحثا عما تجود به الأرض الطيبة لأنعامه والأهم عنده أن يعيدها مليئة البطون ولا يهمه إن عاد جائعا، حيث قال:»إن الثابت في صيام رعاة المواشي أن شهر رمضان يبقى شهرا للعمل والعبادة» معتبرا مهنة الرعي من أصعب المهن خاصة في شهر رمضان، مبينا أن بعض الرعاة لا يستطيعون التحمل فيلجأون للاحتماء بظل الأشجار وكهوف الجبال. همة ونشاط ويؤكد الراعي جعفر حسين أن الرعاة تعودوا على تلك الأجواء وأصبحت أمرا عاديا بالنسبة لهم، مشيرا إلى أن العمل في رمضان لا يشكل لهم إرهاقا أو إجهادا بل على العكس نجد الرعاة كلهم همة ونشاطا وقوة تحمل وهذا يعود لاعتمادهم على حليب المواشي خاصة حليب الإبل والتمر فهو غذاؤهم الأساسي. روحانية الشهر ويرى الراعي المعتصم إبراهيم أن الصيام في المراعي خلف المواشي فيه مشقة من ناحية زيادة العطش، قائلا:»اعتدنا على شحّ المياه في غير شهر رمضان ورغم هذه المشقة إلا أننا نعيش روحانية الشهر بكل معانيها من خلال الاستماع للراديو والإفطار على آذان الحرم المكي الشريف لعدم معرفتنا بالتوقيت المحلي للأذان في المحافظة لموقعنا البعيد في الصحراء»، مشيرا إلى أن هناك رعاة يحفظون القرآن الكريم كاملا ويرتلونه خلف مواشيهم في المراعي. المزيد من الصور :