×
محافظة المنطقة الشرقية

ختام ذهاب دور الثمانية لكرة القدم بدورة (ناصر8)

صورة الخبر

قال رئيس لجنة مكافحة سوسة النخيل الحمراء والمستشار الحالي لشئون الزراعة الشيخ إبراهيم بن عبدالوهاب آل خليفة: «إن شئون الزراعة استوردت 7 آلاف مصيدة لمكافحة السوسة»، فيما نفى عدد من المزارعين وجود متابعة جادة من شئون الزراعة، وأنهم هم من يعالج النخيل معتمدين على أنفسهم.مؤكدين استمرار تضررهم من سوسة النخيلمزارعون: لم توزع علينا المصائد ولا توجد متابعة جادة من «الزراعة» بوري، كرانة، عالي - عبدالله حسن أكد عدد من المزارعين في حديث إلى «الوسط» أنهم مازالوا متضررين من آفة النخيل المعروفة باسم السوسة الحمراء. وأن نخيلهم مازالت تتساقط الواحدة تلو الأخرى. مشيرين إلى أنهم لم يتسلموا بعد المصائد التي أعلنت شئون الزراعة في بيان لها أنها وزعتها على جميع المزارع بالمجان، وأنهم لم يروا الفرق المتخصصة التي أشار لها البيان تزور مزارعهم في الفترة الأخيرة، كما أفادوا بأنهم هم من يعالج النخيل معتمدين على أنفسهم. منوهين إلى أن الأدوية غير متوافرة دائماً لدى الزراعة؛ فيضطرون إلى شرائها أما من المحلات الخاصة في البحرين أو شرائها من المملكة العربية السعودية. وقال المزارع إبراهيم حبيب، الذي يعمل بمزرعة في قرية بوري: «آخر مرة تسلمنا فيها مصائد سوسة النخيل كان قبل ثلاث سنوات. ولسبب طول الفترة بين التبليغ عن إصابة النخيل وقدوم موظفي الزراعة لجأنا إلى معالجة النخيل بأنفسنا علّنا نتدارك ما يمكن تداركه. فلقد خسرنا العديد من النخيل ومازالنا نخسر لسبب وجود هذه الآفة وعدم القضاء عليها. ونحن لا نلوم فرق العمل لأننا نعرف حجم العمل الموكل لهم مقارنة مع عددهم القليل». وعن كيفية علاج النخيل ومصدر الأدوية أوضح حبيب «نستخدم المبيدات. وأحياناً لا تتوافر لدى «الزراعة» فنلجأ إلى شرائها من محلات خاصة أو من السعودية. وبعد رش النخلة بالمبيد نقوم بلفها كي نقضي على السوسة ولا تهرب لنخلة أخرى». أما في مزارع عالي، فأفاد المزارع الحاج ميرزا علي بأنه «مؤخراً فقدنا نحو 5 من النخيل بسبب هذه السوسة. أما المصابة فنحن نعالجها بأنفسنا. نشتري الدواء ونحقن النخلة به ونلفها بالطربال. أما التي تسقط فنقوم بحرقها كي نقضي على السوس الموجود بداخلها ولا ينتقل لنخلة أخرى». وبخصوص تواصل شئون الزراعة معهم، أشار علي إلى «أذكر أنهم أحضروا لنا مصائد منذ ثلاث سنوات. ولم تصلنا غيرها. هم يأتون لعلاج النخيل المصابة عندما نتصل لهم. لكننا لا نجد منهم مبادرة ومتابعة من تلقاء أنفسهم». أما مزارعو كرانة فأفادوا بأن لديهم العديد من الملاحظات على البيان الذي أصدرته شئون الزراعة ونشر في التاسع عشر من مايو/ أيار الماضي. فآخر مرة تم توزيع مصائد عليهم كان قبل عام ولم توزع عليهم أية مصائد حديثة كما زعم البيان بحسب قولهم. مؤكدين أن «الأدوية نضطر كثيراً لشرائها من الخارج نتيجة عدم توافرها لدى قسم الوقاية بشئون الزراعة. نسافر السعودية لشرائها أو من محل جاسم للزراعة في البحرين. نحن نعتمد على أنفسنا لأن شئون الزراعة تتعامل بمسئولية أقل من المطلوب. فهم يأتون لمعالجة النخيل لكنهم لا يكملون علاجها لأن ذلك بحاجة لمتابعة. وعليه نقوم نحن بالمهمة». وأضاف مزارعو كرانة أن عملية إحصاء النخيل المصابة والمبادرة بالسؤال عن الإصابات الجديدة بغرض الإحصاء كانت تحدث سابقاً وتتم المتابعة معها. إلا أنه ومنذ عام تقريباً لم يتصل أحد بهذا الشأن.عبدالهادي الشيخ أول من اكتشف سوسة النخيل في البحرين والفضل لـ «أبو عريس» يعتبر المواطن عبدالهادي إبراهيم الشيخ أول من اكتشف وجود سوسة النخيل الحمراء في البحرين. حدث ذلك بتاريخ 15 يناير من العام 1995 بمزرعة محمود حسين بمنطقة الجسرة. الشيخ والذي يعمل كفني زراعي أول بشئون الزراعة والثروة البحرية تحدث إلى «الوسط» عن كيفية اكتشاف السوسة ودور الحيوان المعروف محلياً باسم «أبو عريس» في ذلك، قائلاً إنه: «في التاريخ المذكور تلقيت اتصالاً من محمود حسين بالجسرة يفيد بأن «أبو عريس» يقوم بالحفر أسفل نخيل مزرعته باستمرار دون أن يعرف سبب ذلك. أحد المهندسين الزراعيين أمرني بقتل الحيوان لكني لم أقتنع بذلك فأخبرت مستشار الوزارة الحالي الشيخ محمد بن عبدالوهاب آل خليفة والذي كان حينها مديراً للثروة النباتية فأمرني بعدم فعل ذلك بل عليّ أخذ سائق ونخلاوي والتوجه للمزرعة لمعرفة سبب حفر هذا الحيوان للنخيل بدلاً من قتله». مضيفاً: «توجهت فوراً للمزرعة والى حيث كان «أبوعريس» يحفر. ففتشنا مكان حفره لنتفاجأ بوجود حشرات حمراء. عرفنا حينها أنه كان يحفر ليستخرج هذه الحشرات كي يتغذى عليها. أخذت عيَّنة منها وانصرفنا». لم يكن الشيخ حينها يعلم ماهي هذه الحشرة «بحسب قوله» مشيراً إلى أنه: «كنتُ أحمل في يدي أخطر آفة تهدد النخيل دون أن أعرف ذلك. توجهت مباشرة لمكتب مدير الثروة النباتية وبيدي سبب حفر الحيوان أسفل النخيل. المدير هو الآخر لم يتعرف على الحشرة في بادئ الأمر رغم إلمامه بالآفات الزراعية. كانت المعلومة الوحيدة لدينا أنها مصدر غذاء لـ «أبو عريس». وبعد البحث من قبل المدير في المراجع تم التعرف على الحشرة ومدى خطورتها على النخيل. ومن هنا بدأت رحلة مكافحتها إلى يومنا هذا». وذكر الشيخ أنه: «بعد مدة من اكتشافها أعطيت حافزاً ماديّاً في الراتب وكذلك شهادة تفيد بأنني أول من اكتشف وجود سوسة النخيل في البحرين».الشيخ إبراهيم آل خليفة لـ «الوسط»: وفرنا 70 ألف مصيدة لـ «سوسة النخيل»... ومن لم تصله ستصله قريباً البديع - عبدالله حسن إذا كان فني الزراعة عبدالهادي إبراهيم الشيخ هو أول من اكتشف وجود سوسة النخيل الحمراء في البحرين، فإن رئيس لجنة مكافحة هذه السوسة والمستشار الحالي لشئون الزراعة الشيخ إبراهيم بن عبدالوهاب آل خليفة هو أول من تعرف عليها. وفي حوار له مع «الوسط» قال إن وقت اكتشاف هذه الحشرة في البحرين كانت المنطقة بعد لم تتعامل معها وإنها أتت لنا من دول شرق آسيا مع شجر النارجيل. وأضاف أن شئون الزراعة استوردت سبعة آلاف مصيدة ومن لم تصله بعد من المزارعين ستصله قريباً. وأشار إلى أن اللجنة عملت مدة ثلاث سنوات من التجارب توصلت من خلالها لحل كفيل بالقضاء على السوسة بكلفة 250 ألف دينار، وإن هذه الكلفة تعتبر نصف الكلفة المفترضة. مطمئناً المزارعين من خلال التجارب العلمية أن المبيدات المستخدمة لا تضر ثمر النخيل. وفيما يلي نص الحوار: حدثنا عن بداية ظهور سوسة النخيل في البحرين؟ - كان ذلك قبل عشرين سنة. أتذكر جيداً عندما دخل عليّ فني الزراعة عبدالهادي إبراهيم الشيخ والسوسة «ترتعد» في يده. حينها لم نكن نعرف ما هي على رغم أننا نرصد ونوثق جميع الحشرات والآفات بشكل سنوي، كانت جديدة علينا. وبعد العودة للمراجع والكتب اكتشفنا أنها سوسة النخيل الحمراء وأنها آفة خطرة تهدد النخيل. لماذا تستهدف هذه السوسة النخيل بالتحديد؟ - هي لا تستهدف النخلة لذاتها وليست السوسة الخطر المباشر بل يرقتها. السوسة تتبع رائحة «الفرمون» الذي يخرج من النخيل فتضع بيضها داخل الجذع لتخرج بعد ذلك اليرقة وتقضي على النخلة. أما ما هو «الفرمون» ومن أين يأتي للنخيل ففي ذلك تفصيل نأتي عليه بتسلسل كي يفهم القراء الموضوع بشكل علمي شامل ومبسط. طبعاً بداية الخطر يكمن في وجود جرح في النخلة، سواء بسبب التدخل البشري عن طريق التقليم أو إزالة الفسائل من النخلة الأم أو ما تخلفه بعض الحشرات التي تحفر في الجذع. ولأن النبات به هرمونات تسمى بالكرمون النباتي، تخرج رائحة هذا الكرمون من الجرح. فتجذب هذه الرائحة نوعاً من البكتيريا يسمى بكتيريا التخمر. تستقر البكتيريا في النخلة وتتكاثر على رائحة الكرمون النباتي. هذه البكتيريا تفرز رائحة أخرى تسمى بالفرمون. الفرمون هو الذي يجذب سوسة النخيل الحمراء فتتعرف عليه من مسافة كيلو متر لتتبع الرائحة وتستقر هي الأخرى داخل النخلة وتضع بيضها ويفقس البيض عن يرقات بيضاء تعتبر هي الطور الضار والمدمر للنخلة. إذ تتغذى اليرقات بشراهة على الأنسجة الحية داخل جذع النخلة ما يحدث داخله ثقوباً تضعفها حتى تسقط ميتة. بعد اكتشاف سوسة النخيل والتعرف عليها كيف بدأتم التعامل معها؟ - في البداية لم نعرف كيفية التعامل معها، ولسنا نحن فقط من لم يعرف كيفية التعامل معها في البداية بل المنطقة بشكل عام. في البداية لجأ المزارعون لطرق تقليدية لم تأتِ بنتيجة كسد الثغرات بالأسمنت والطين، أو حرق النخيل المصابة كي يقضوا على الحشرة بداخلها. لم تكن تلك الطرق إلا تجارب ارتجالية ليست على أساس علمي أو نتيجة دراسة. وكذلك الحال مع دول المنطقة. إذ تفاجأوا بها كما تفاجأنا ولهذا السبب تكاثرت بصورة سريعة. وبناءً على ذلك عقدت دول مجلس التعاون والدول المتضررة مؤتمرات ولقاءات لمناقشة موضوع سوسة النخيل فكانت هناك اجتماعات للمنظمة العربية للتنمية الزراعية ومنظمة ايكاردا ومنظمة الفاو وبدأت الدول المشاركة والأعضاء بالتحرك الجاد والعملي للقضاء على هذه الحشرة. وما هي نتيجة هذه الاجتماعات؟ - طرحنا فكرة الرجوع لموطن الحشرة الأصل قبل أن تصل لنا وهي دول شرق آسيا. وبلا شك لهذه الدول تجارب مع هذه الحشرة فقررنا التعرف على تجاربهم كي نستفيد منها ونبدأ من حيث انتهوا كي نتدارك الوقت. فأرسلنا وفداً من دول المنطقة للاستكشاف لكنه عاد دون فائدة. وسأجيبك لماذا قبل أن تسألني. في هذه الدول لا يوجد نخيل. إذاً السوسة تصيب شجراً مختلفاً وهو النارجيل وقصب السكر. وهذا النوع من الشجر لا يحتاج لتدخل ولا تقليم وما إلى ذلك مما تحتاجه النخيل، وعليه فإنها لا تصاب بجروح فلا تدخل السوسة داخلها لتضع بيضها فتخرج اليرقات وتقضي على الشجرة من الداخل كما في النخلة. لذلك فالمشكلة لديهم ظاهرة والحل هو الاستئصال عن طريق قص الجزء المصاب وانتهت المشكلة بكل بساطة. بينما لو أصابت النخلة فإنها تقضي عليها من الداخل وما إن يظهر أثر الإصابة تكون النخلة وصلت لمستوى متقدم من الضرر. وعلى هذا الأساس لم نستطع إيجاد حل للنخيل في دول شرق آسيا فعاد الوفد بلا فائدة. إذاً كيف استطعتم إيجاد حل للقضاء على سوسة النخيل؟ - الجواب وباختصار هو عن طريق التجارب. قضينا ثلاث سنوات من التجارب بعد تشكيل لجنة مكافحة سوسة النخيل. درسنا المبيدات وراجعنا المصادر لمعرفة أكثرها سميَّة وجربناها على السوسة خرجنا بنتائج مرضية وفعالة إلا أنها مكلفة إذ يبلغ سعر اللتر الواحد للمبيد 40 ديناراً. وإجمالي المبلغ المطلوب لتوفير الكمية التي نحتاجها يصل إلى 500 ألف دينار. الفريق لم يمل من مواصلة التجارب على رغم إيجاد المبيد المناسب. فاكتشفنا مع التجارب مبيداً آخر يكلف نصف سعر المبيد السابق وبالفاعلية نفسها وقمنا بتصوير فيديو للعملية وأجريت على ذلك بحثاً كاملاً ومفصلاً سينشر قريباً. أما عن سعر المبيد الجديد فهو سبعة دنانير. وإجمالي المبلغ المطلوب لتوفير الكمية التي نحتاجها هو 250 ألف دينار وقد رُصدت الموازنة قبل عام. إذا كان الحل موجوداً والموازنة تم رصدها فلماذا لم يتم بعد القضاء على السوسة؟ - الخطة جاهزة والعلاج جاهز لكن توجد فعلاً بعض المعوقات نأتي على ذكرها بالتفصيل. أولاً، نحن بحاجة لتسريع الإجراءات الإدارية. وأكتفي بهذه الجملة من دون الدخول في التفاصيل. ثانياً، واجهتنا صعوبة في إقناع المزارعين وبعض المسئولين في شئون الزراعة أن المبيدات التي سنستخدمها غير ضارة للثمر. ولكي أقنعهم بذلك عليّ الاستناد لحجة علمية. قمت بتحديد شجر مثمر معين. حقنت بعضه بالمبيدات والبعض الآخر لم أحقنه. وكل ثلاثة أيام أرسل عينات من ثمر الشجر المحقون وغير المحقون من دون أن أخبر موظفي المختبر بأنه من شجر تم حقنه. كانت تأتيني النتائج إيجابية ولا يوجد فرق بين الثمرين. ذلك لأن الشجر بطبيعته لا يسمح بدخول المواد المضرة للثمر. فالغصن الصغير المرتبط بالثمرة يقوم بعملية فلترة للمواد التي تدخل في تركيبة الثمرة. فيسمح للمواد المفيدة والطبيعية بالدخول بينما يرسل المضرة للورق السفلي فيتسبب في تساقطه. ولتعزيز الحجة أجريت تجربة ثانية. أمرت أحد المزارعين بقص جزء من جذع النخلة بطول المسطرة ووزناه وجففناه لنجري عليه اختبارات لمعرفة مستوى الماء الذي فيه، لنعرف بعد ذلك بالقياس كمية الماء في جذع أية نخلة، وهل إذا ما أضفنا له كمية 5 مل من المضاد تبرز في كمية المياه وتؤثر عليه أم لا. فأتت النتيجة من المختبر أن هذه الخمسة مل لا تؤثر قطعاً. ثالثاً، للتو وصلتنا المبيدات والفرمونات والمصائد التي طلبناها ونعمل الآن على توزيعها على المزارعين. لكن العديد من المزارعين الذين التقت بهم «الوسط» أكدوا عدم تسلمهم للمصائد؟ - استوردنا نحو سبعة آلاف مصيدة و40 ألف كيس من الفرمون لاستخدامه في المصائد وهي المادة التي تجذب السوسة للمصيدة. ونعمل حالياً على توزيعها على المزارع بواقع مصيدة لكل 220 نخلة، ومن لم تصله ستصله قريباً. فمن ضمن الخطة المرصودة إحصاء جميع المزارع ومناطقهم وهواتف ملاكها للتواصل معهم من قبل فريق الحملة وتوزيع المصائد عليهم. وهنا أيضاً يوجد عائق صغير وهو عدم تقبل بعض المزارعين وضع المصائد في مزارعهم. طبعاً المصائد هي عبارة عن دلو يغرس في الأرض ويثقب من الأعلى وتوضع فيه مادة الفرمون التي تجذب السوسة ونضع في دلو أيضاً ماء حتى إذا ما دخلت السوسة تغرق وتموت فهي لا تجيد السباحة. أما عن تخوف المزارعين فهو بداعي أن هذه المادة الموجودة في المصائد قد تجذب السوسة لمزارعهم. أوليس تخوف المزارعين في محله؟ وإذا كنتم تقضون على السوسة الحمراء في النخيل فما فائدة المصائد؟ - أولاً السوسة الحمراء خطر يهدد المزارع كلها وليس مزرعة دون أخرى لذلك وجب على الجميع التعاون للقضاء عليها. ومن لم تكن السوسة موجودة في مزرعته اليوم ستأتيه غداً إن لم يتم القضاء عليها. ولنفترض أن رائحة الفرمون في المصيدة جذبت السوسة للمزرعة. بالتأكيد ستتجه للمصيدة وتدخل فيها ومن ثم تموت. فأين الضرر؟ أما سبب وضع المصائد على رغم أننا نقضي على السوسة الحمراء في النخيل فذلك لأننا نحقن جميع النخيل بلا استثناء بالمضاد. النخلة الواضحة إصابتها نلفها بالبلاستك بعد الحقن والتي تبدو سليمة لا نلفها. بعض النخيل تكون مصابة ولكن لا تظهر عوارض الإصابة، وحين نحقن النخلة بالمضاد تهرب السوسة منها لأنها غير ملفوفة، وهنا يأتي دور المصيدة إذ تجذبها برائحة الفرمون فتدخل المصيدة وتموت. كيف تتم عملية معالجة النخيل والقضاء على السوسة داخلها؟ - يتم ذلك عن طريق حقن النخلة بالمبيدات التي ومن خلال التجارب تأكدنا أنها تقضي على سوسة النخيل في أي طور كانت. بعد ذلك نلفها بالبلاستيك كي يمنع تبخر المبيدات عن طريق المسامات وكذلك يمنع خروج السوسة. نتركها ملفوفة لمدة 30 يوماً وهي المدة الافتراضية لتنقل السوسة الحمراء من طور إلى طور آخر (البيضة ثم اليرقة فالعذراء حتى تصبح حشرة كاملة). وبعد إزالة البلاستيك نجد السوسة بجميع أطوراها ميتة. هذا هو العلاج. فماذا عن الوقاية؟ فالعديد من المزارعين تحدثوا عن نخيل عولجت وأصيبت مرة أخرى؟ - لم نغفل عن هذه الجزئية في خطتنا. فالنخلة التي تتم معالجتها قد تتعرض لجرح مرة أخرى فتعود لها سوسة النخيل. وعليه وجدنا مبيداً باسم «أكتارا» يعمل كطارد للحشرات ويقيها من عودة سوسة النخيل مدة ستة شهور. هذا من جانبنا ومن جانب المزارعين فيما يخص الوقاية عليهم التعاون والتقيد بالتعليمات الصادرة عن شئون الزراعة، وأن يعقموا النخيل بعد أية عملية تدَخل أو تعديل ينتج عنه جرح. فمن هنا تبدأ المشكلة إذ تستغل السوسة أي جرح لتضع بيضها ومن دون وجوده لن تستطيع. نحن نريد المراهنة على تعاون المزارعين ووعيهم. وقد عملنا لهم دورات تثقيفية كي يعرفوا الطريقة المثالية للتعامل مع السوسة والقضاء عليها. هل أنت متفائل بخطتكم للقضاء على سوسة النخيل الحمراء في البحرين؟ - نعم. متفائل جداً وكلي ثقة، وخاصة إذا ما طبقنا الخطة كما هو مرسوم لها. حينها سنحافظ على ما تبقى من النخيل بعد تراجع أعدادها. والحمد لله أن السوسة لم تأتنا في الستينيات لقضت على النخيل ولتراجعت أعدادها أضعاف ما هو عليه، ذلك لأنه توجد الآن عملية إكثار النخيل بالطرق الصناعية، وهو ما يسمى التكاثر بالأنسجة. إذ تستعمل القمم النامية في زراعة الأنسجة لإنتاج نباتات النخيل المراد تكاثرها.