تتواصل الإثارة، وتصل ذروتها اليوم حينما تلتقي الأرجنتين بهولندا في منعطف قبل النهائي. والمواجهة ستكون بين روبن، وشنايدر، وفان بيرسي، أمام نجم الكون ميسي، وهيغوين، بينما يغيب دي ماريا، وكم أنا حزين على غياب مبدع الأرجنتين النحيل. يتحدّث زملائي في القسم عن مميزات المنتخب الهولندي، ولعبه بأكثر من طريقة وأسلوب، وأنّ فان غال أفضل المدرّبين في المونديال، وتهنئة مبكّرة لمانشستر يونايتد بالتعاقد معه، وفي يقيني أن غال وجد مجموعة من اللاعبين المميزين الذين ساعدوه على تشكيلاته الإبداعية وهذا لا يحجب مميزاته، فهناك مدربون لا يعرفون كيف يتعاملون مع كوكبة النجوم وإبرازها. وتظل هولندا مدرسة تدريبية فكما هو فان غال هناك أسماء كبار ابتداء من ميشيلز ومرورًا بهيدنك وبقية الجيل الحالي. وفي المقابل الأرجنتين مدرسة لاتينية مستقلّة بذاتها فكما تقدّم النجوم المميزين من طراز مارادونا وميسي وكيمبس ورامون دياز وبيرتوني قدّمت مدربين عباقرة في مقدّمتهم سيزار مينوتي بطل إنجاز78.. اعتزل التدريب وبقي لامعًا في آرائه، وبيلاردو بطل إنجاز 86، وبيكرمان الذي يُنتقد كثيرًا حقق نجاحًا باهرًا مع كولومبيا، وفي الماضي القديم أسطورة التدريب هيلينيو هيريرا مخترع أسلوب "الكاتيناتشو" (خطة الدفاع والمرتدات الإيطالية الشهيرة) والذي برع مع منتخبي إسبانيا وإيطاليا ونادي الإنتر وحصل على الجنسية الإيطالية إلى جانب الأرجنتينية، وفي الجيل الحالي سيميوني ونجاحه مع أتلتيكو مدريد بالإضافة إلى مدرّب الانضباط باساريلا الذي رفض ضم لاعبي القصات الغريبة للمنتخب الأرجنتيني كما فعل مع لاعب ريال مدريد فيرناندو ريدوندو، ومن المعروف أنّ باساريلا هو القائد الميداني لكتيبة النجوم في 78. الأرجنتين مدرسة كروية كبيرة.. نجوم ومدربين، وهولندا كذلك في تقديم الأساطير الكروية مثل كرويف ورينبرينك وبنهوف مرورًا بخوليت وفان باستن وريكارد وكومان وبيركامب، إلى جيل الثلاثي الحالي روبن وفان بيرسي وشنايدر. المواجهة بين هولندا والأرجنتين ليست جديدة فقد كانت في نهائي 1978 حينما تقدّمت الأرجنتين بهدف ماريو كيمبس وتعادل نانينجا لهولندا، وأضاف كيمبس وبيرتوني هدفي الفوز في الإضافي، وهي المباراة الوحيدة في التاريخ التي كسبت فيها الأرجنتين هولندا رسمية أو تجريبية، فهل يفعلها ميسي أم تستعيد هولندا ذكريات هدف بيركامب الشهير في مونديال 98 وتتجه بقوّة نحو الكأس.