صعق المجتمع السعودي برحيل سعيد القحطاني، فهد الدوسري، مبارك البريكي، سعيد القحطاني، وهم شهداء الواجب في عملية شرورة التي تبناها تنظيم القاعدة باليمن الإجرامي. هذه الكارثة كانت كفيلة بأن يتألم المجتمع بأكمله، ذلك أن الجندي الذي يحرس الحدود هو الذي يؤمن صغارك في الرياض، والقصيم، وجدة، وسكاكا وكل مناطق المملكة. كل أمن داخل المملكة يعني أن هناك على الحدود أسودا عيونها مفتوحة لضرب كل الفئران المتسللة. رحيل هؤلاء شكل صدمة على المستويين الاجتماعي والديني. على المستوى الاجتماعي تعاطف كبير، وأدعية وابتهالات لله على مائدة الإفطار أن يرحم هؤلاء الشهداء وأن يسكنهم فسيح جناته، وهذا تعاطف غير مستغرب من مجتمع محب لقيادته ورجال أمنه. أما على المستوى الديني، فقد ساد صمت مخيف، ولفت نظري المحامي عبدالرحمن اللاحم وهو يسائل أحد رموز الصحوة عن سبب صمته المطبق حول هذه العملية، بل ولم ينبس ببنت شفة عن دعاء لهم بالرحمة، ولم يدن هذه الجريمة أو يستنكرها! أكل هذا يشكل حقدا على الدولة؟! هذه الفضيحة تبين تورط الخطاب الصحوي بالمساهمة بتأسيس القاعدة وداعش ــ كما يقول الدكتور تركي الحمد في حواره الأخير على قناة «روتانا»، حيث تحدث عن صلة أيديولوجية عميقة بين مرحلة الصحوة منذ أواخر السبعينات وبين كل طفرات الإرهاب التي مرت بالخليج، وعليه: فلا نتعجب من المنظرين للعنف حين يصمتون عن الجرائم! كتبت منذ خمس سنوات عن القنوت للجيش السعودي، وحينها غضب البعض وثار علي، لكنني الآن أكثر إيمانا بأن خير دعاء نوجهه في قنوت التراويح هو لرجال الأمن، هم المجاهدون الساهرون على أمننا، دفعوا أرواحهم من أجل أمن المجتمع، والبعض لا يزال بخيلا شحيحا بالدعاء لهؤلاء الشهداء الشجعان.