مرة أخرى فشل الإخوان المسلمون في حشد أنصارهم وتنظيم مظاهرات حاشدة، فبعد الدعوة للتظاهر أمس تحت شعار "الشعب يحمي ثورته"، لم تشهد العاصمة المصرية سوى مسيرة متواضعة شارك فيها المئات في حي المعادي، كما أكدت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية خروج تظاهرات أخرى بشكل محدود عبر البلاد. خاصة في مدينة دمياط حيث لقي شخص مصرعه وأصيب 5 آخرون في اشتباكات بين أنصار مرسي والأهالي. وفي الأسكندرية أدت اشتباكات مماثلة إلى مصرع شخصين وإصابة 5 آخرين، وكانت السلطات الأمنية قد فرضت طوقاً أمنياً مشدَّداً حول ميدان التحرير وبعض المواقع الاستراتيجية الأخرى في البلاد. أعلنت السلطات الأمنية المصرية أمس، أن مجهولين قاموا بوضع عبوة ناسفة في الطريق المؤدي إلى مطار العريش الدولي، مشيرة إلى أن العبوة انفجرت أثناء قيام إحدى الجرافات بتوسعة الطريق وإزالة الأشجار المحيطة به، للحد من الهجوم على مركبات وقوات الأمن منها، وأن العبوة كانت مدفونة في الرمال على أحد جانبي الطريق، واتضح أنها عبارة عن قذيفة مدفع كبيرة بها متفجرات. ورجَّحت السلطات أن تكون العناصر المسلحة وضعت ضابطا زمنيا لتفجيرها أثناء قيام الجرافة باقتلاع أشجار الزيتون التي تختبئ وراءها العناصر المسلحة على جانبي الطريق. إلى ذلك حذر سياسيون ورسميون من محاولات استهداف وزير الداخلية مجددا على غرار ما حدث أول من أمس، إذ أكد شيخ الأزهر الدكتور أحد الطيب في بيان رسمي أن المحاولة هي "عمل إجرامي إرهابي، ينم عن الخسة والجبن، وموجَّه بصفة أساسية ضد استقرار الوطن، ولن يزيد الشعب المصري إلا تماسكا ووحدة في مواجهة مثل هذه الجرائم التي أثبتت التجارب فشلها خلال العقود الماضية، وتحطمت على صخرة إرادة الشعب المصري، ولن يكتب لها - بإذن الله - النجاح أبدا، ولن يكتب لأصحابها إلا الخزي والخذلان". من جانبه عدّ وزير الثقافة صابر عرب العملية "محاولة لعرقلة مسيرة بلاده وقال إنها لا تستهدف وزير الداخلية بقدر ما تستهدف كل المصريين الذين التفوا حول ثورتهم، وأيدوا بشدة برنامج الدولة، ابتداء من إعداد دستور وطني، حتى إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ورغم كل هذه العمليات الإجرامية ستبقى خارطة الطريق بمثابة البرنامج الذي يحظى بدعم جموع المصريين. وأضاف: "ما أنجزه المصريون حينما خرجوا في 30 يونيو، الذي كان بمثابة مشهد غير مسبوق في التاريخ أربك كل القوى التي كانت تريد الانفراد بحكم هذا الشعب، في محاولة للنيل من ثقافته وتاريخه ومستقبله.