×
محافظة المنطقة الشرقية

أمانة الأحساء تتواصل مع مراجعيها بمليوني رسالة جوال

صورة الخبر

داعش للمقاولات بقلم  الكاتب / عبداللطيف الضويحي منذ أصبحنا كائنات افتراضية، نقيم علاقاتنا ونقوم بتعاملاتنا الافتراضية إلى أن أصبحنا نستظل بالغيمة الإلكترونية ICloud، تشكل لدينا نطاق ثالث في المنطقة الحدودية بين الواقع والخيال، منطقة حدودية هلامية تتقبل الأحداث دون نقاش، ودون وعي، نرمي بها مشكلات الواقع وحلول الخيال حتى توسع توسعت هذه المنطقة وكبرت وتآكل أمامها واقعنا وخيالنا. هناك شبه كبير بين تنظيم داعش وIcloud هذه الغيمة الإلكترونية الموجودة وغير الموجودة والتي تستعمر حيزا مشتركا بين خيالنا وواقعنا. تنظيم داعش الذي يجتاح الحدود بين دولتين عربيتين خلال أيام وجيزة ويقيم دولة ممتدة بين العراق وسوريا ويعلن «خليفة للمسلمين» خلال نفس الفترة. ونحن بين مصدق ومذهول. من المؤكد أن المخرج الذي تفتق ذهنه على مشروع داعش يتناغم تماما مع معطيات الاستعمار الافتراضي، فأراد أن يصنع أول دولة تولد في ICLOUD وتوظيف الرأي العام الافتراضي المقيم في تلك المستعمرة لإقامة هذا المشروع بنفس السيناريو، والذي سيتكرر خارج سوريا والعراق وسيكون منهجا استعماريا جديدا، ينأى بالمستعمرين عن تهمة الاستعمار من الآن فصاعدا. ما بين مصدق ومذهول، تبرز داعش في الساحة العراقية، وقبلها في الساحة السورية، بطريقة هوليوودية، يكفرها الشعية والسنة وتصفها بالإرهاب جميع دول المنطقة وتصنفها الولايات المتحدة بأنها منظمة إرهابية وكل قوى العالم تجمع على ذلك، ومع كل ذلك يبقى السؤال هل يوجد بالفعل داعش، وهل هي منتج استخباري؟ من يمولها؟ من يتبناها ؟من يرعاها؟ لا يجوز ولا يمكن الفصل بين دخول داعش وتوقفها عند كركوك والمناطق التي يطالب بها مسعود برزاني من جهة وبين تقدم قوات البشمركة وسيطرتها بالكامل على المناطق المتنازع عليها مع حكومة العراق المركزية، فضلا عن عدم مقاومتها، ما يعني أن العمليتين من طرف داعش ومن طرف برزاني هما في الحقيقة عملية واحدة متفق عليهما مسبقا. هناك علامات استفهام أيضا على دورٍ ما للحكومة المركزية بدرجة أقل من دور برزاني من حيث تمكين داعش من الموصل والكيفية والسرعة التي انهار بها الجيش العراقي النظامي، فمهما قيل عن تدني مستوى التسليح وتدني المعنويات بين ضباط وأفراد الجيش العراقي، لا يمكن أن يفسر استيلاء 1500 فرد من داعش على ثاني أكبر مدن العراق، فضلا عن مساحات ومناطق شاسعة أخرى تم الاستيلاء عليها من العراق من قبل داعش. ثم تأتي علامة استفهام أخرى عن دور محتمل للحكومة المركزية بتمكين داعش وبالتالي بتفكيك العراق. فلماذا يصر رئيس الحكومة العراقية على عدم التخلي عن منصبه، إذا كان الثمن هو مضي برزاني قدما نحو الانفصال؟ واشتراط الأخير بقاء إقليم شمال العراق ضمن العراق، بتنحي رئيس حكومة انتهت ولايته، فضلا عن تزايد الأصوات التي تطالبه بالتنحي حتى من كتلة القانون التي يمثلها؟. هل تتحمل القبيلة العراقية الثالثة مسؤولية في مشروع داعش؟ وهل هناك علامات استفهام حول تورطها مع داعش؟ سكان مناطق صلاح الدين والأنبار ونينوى هم الحلقة الأضعف من الناحية العسكرية والسياسية، حيث التهميش وانعدام التنمية وتدني الخدمات الأساسية حسب ما تتناقله التقارير الإعلامية. وقد زاد الأمر سوءا بالنسبة لسكان هذه المناطق، أن داعش تلبست قضيتهم وأصبحت تتحدث باسمهم خاصة أن بعض عناصرها حضنتهم تلك المناطق وأهلها بل إن بعضا منهم يتبنى المشروع الداعشي، على اعتبار أن الحكومة المركزية فشلت فشلا ذريعا في استيعابهم، وتنمية مناطقهم فأصبح بعضهم لقمة سائغة لمشروع داعش. وهكذا إذن تكون جريمة تقسيم العراق موزعا دمها بين القبائل العراقية الثلاث. فمن وجهة نظر كاتب السيناريو والمخرج لمشروع داعش فقد أدى المخرج المنفذ والممثلون في كل القبائل الثلاث أدوارهم على الوجه الأكمل بما يريح ضمائرهم ولا يحملهم المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن تقسيم العراق، سواء كانوا يعرفون النتيجة أو لا يعرفونها، ليس مهما. وتكون القبائل الثلاث خارج المسؤولية الأخلاقية والقانونية ولا تتحملها قبيلة واحدة، فحسب مخرج الشرق الأوسط الجديد، فإن جميع المسؤولية تقع على داعش، وداعش هذه في الحقيقة تمثل المخرج كقوة غير قابلة لإخضاعها لأخلاق وقوانين البشر والدول فهي في الغيمة الإلكترونية التي لا تخضع لأخلاق أو قانون سكان الأرض الواقعيين، فضلا عن أن المخرج أصلا صنف داعش بأنها منظمة إرهابية، وهذا يعني أنها لا تخضع للمساءلة من القانون الدولي.. فمن هي داعش إذن؟ داعش هي مقاول افتراضي تمت ترسية مشروع تقسيم العراق عليه حاليا. وسيختفي هذا المقاول من الإعلام فور إنجاز مهمة تقسيم العراق وسوريا، وسيبقى في كهفه في الـ ICLOUD ولن يخرج حتى يتم استدعاؤه لتقسيم ليبيا لاحقا باسم جديد كي لا يكتشف القوم في ليبيا أمره، وفور إنجاز المهمة سيختفي المقاول ثانية في ICLOUD بانتظار أن يتم استدعاؤهم لمناقصة تقسيم اليمن، باسمه الجديد الثالث لكي لا يكتشف اليمنيون اللعبة ويتنبهون لها وهكذا دواليك في بقية الدول المبرمج شرذمتها وتجزئتها وتفتيتها، حسب رؤية المخرج.