هي "نكتة" فكرية كبرى، تلك التي استمتع بها الصديق العزيز الدكتور فهد العرابي الحارثي وهو يناور محاكمات "علي العلياني" في انتمائه من عدمه لجماعة الإخوان المسلمين. وإذا ما أراد لنا سعادة الدكتور، أن نصدق "سقطة" انتمائه لجماعة الإخوان فإن عليه أن يثبت لنا أيضاً "نجاعة" تنك صواريخ "بازوكا" حماس تجاه الأراضي العربية المحتلة لأن إخوانية فهد الحارثي لا تشبه إلا صواريخ التنك: جعجعة بلا طحن. وكل عتبي اليوم على مثل هذا المثقف السعودي الضخم، صاحب "أسبار" وخريج "السربون" أنني أربأ بمن مثله أن يظن أننا بمثل هذه السذاجة والغباء حتى بلغ به الجنون أن يعتقد أننا سنصدق إخوانيته. كل عتبي الشديد على هذا الفرد "المدرسة" ليس بأكثر من مفاجأتنا به وهو يظن أن جماعة الإخوان المسلمين مجرد "دكان" على ناصية الشارع العام، تدخل إليه وتخرج منه متى وكيفما شئت، وهو أول من يعلم صرامة التنظيم وهرميته وشروطه القاسية جداً للانضمام إليه. هو أول من يعلم بالبحث المنهجي أن جنود الإخوان الجدد يدخلون التنظيم قبل سن العشرين ويقفزون من المركب مع السنة الخمسين، ولهذا شعرت بالحزن الشديد على هذا المثقف الضخم حين يظن أن بضع "تغريدات" تويترية ستفتح له أبواب الدكان بعد سبعين سنة من المشوار الفكري النقيض. كان بودي لو أنني قابلت هذا المثقف التنويري الرائد في المؤتمر الصحافي في نهاية البرنامج لأقول له حقيقة واحدة: أبا محمد: عمرك اليوم هو بالتقريب ذات العمر الحركي للجماعة، ومن الصدمة بصديق ومثقف ضخم مثل عمرك وتاريخك أن أستمع إليك في رحيق هذا المشوار وأنت تنسف كل ما رسمته وكتبته لهذه الأجيال بمثل هذه التحولات التي لا تدخل إلا من باب الظرافة والنكتة. كيف نقرأ لك غداً "قال ابن عباس، حدثتني عائشة". ولو أننا أخي العزيز مع أي شعور بالإهمال أو التجاهل نقفز للأشجار المجاورة مثلما فعلت، أبا محمد، فلا تستغرب إن رأيناك العام القادم في "النصرة" وبعدها في "داعش" في العام الذي يليه.