الدمام ياسمين آل محمود «أيام جميلة لا تُنسى»، بهذه العبارة ابتدرت أم أحمد العواد حديثاً عن ذكريات رمضان مع «الشرق»، وقالت: «لعل ما يتعلق في أذهاننا هو العطش الشديد الذي كنا نتحمله ونحن صغار خاصة مع ما نمارسه من أعمال السقاية تحت أشعة الشمس الحارة، والفروقات شاسعة ما بين رمضان الماضي والحاضر، فهناك فرق في الأجواء المحيطة سواء كانت باختلاف المنازل، فكان بعض الناس يقطنون في بيوت الشعر وبيوت الطين الخالية من آلات التكييف والثلاجات، وأيضاً اختلاف وسائل النقل، فكانت وسائل النقل الجمال والحمير، أما الآن فكل غرفة فيها تكييف ينسيك ظمأ الصيف، وهناك سيارات فارهة ومكيفة تنقلك إلى أماكن بعيدة دون مشقة وعناء». وأضافت «في الماضي كانت ولائم الإفطار تقام بشكل يومي في تجمع عائلي وهذا ما افتقدناه هذه الأيام، فكلنا منشغل بنفسه ومحروم من أجر صلة الرحم والإفطار مع أقاربه، في السابق كانت الأكلة الأساسية في الإفطار هي المرقوق والهريسة وكان آباؤنا وأجدادنا حريصين على وجودها ضمن مائدة الإفطار، أما حالياً فالحرص على الشوربة كوجبة أساسية في الإفطار». وزادت: «من ضمن العادات الجميلة (الطعمة) وهي تبادل وجبة الفطور بين الجيران قبل أذان المغرب، فكل منزل يتذوق من وجبة إفطار جاره، لكن مع الأسف (راحت مع اللي راحوا)». وعن أحمد الطفل تقول: «بدأ صيام رمضان من الصف الثالث الابتدائي تقريباً إذا لم تخنِّي الذاكرة، كان في البداية يصوم إلى صلاة العصر، وكنا نعمل له مأدبة إفطار، حتى بدأ بالتعود على الصيام، من المواقف الطريفة عندما بدأ أحمد أول يوم في الصيام كان يعتقد أن من يبلع ريقه يفطر، وبالمصادفة اكتشفت أن أحمد يخرج ريقه باستمرار خوفاً من بلعه، وعندما سألته أجابني بأنه لا يريد أن يبطل صومه، فأسرعت وجلبت كأساً من الماء وأعطيته إياه خوفاً من إصابته بالجفاف، وفي كل يوم أحرص على وجود طبق الإندومي، (أحمد ما يفطر دونه)!، إن كان في المنزل فهو عادة ينشغل بالأعمال التطوعية وتوزيع وجبات الإفطار في الحرم، وعند الإشارات في حائل، ورغم جمال هذه الأعمال إلا أنها تأخذ أحمد كثيراً من وجبة الإفطار معنا في المنزل، وكم أفتقده الآن فهو ضمن فريق برنامج واقعي على إحدى القنوات المحافظة، ولكني أحرص على مشاهدته والدعاء له بالتوفيق خلف الشاشة».