باريس: ميشال أبو نجم علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية متطابقة في باريس أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، سيصل إلى العاصمة الفرنسية نهاية الأسبوع الحالي قادما من فيلنيوس (عاصمة ليتوانيا) لغرض عقد سلسلة من الاجتماعات مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس ومع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ولجنة من وزراء الخارجية العرب، في إطار متابعة ملف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية التي تجرى تحت رعاية أميركية. وكان الاجتماع مع الأمين العام للجامعة ووزراء الخارجية العرب مقررا في السابق في روما وفي الموعد عينه. بيد أن واشنطن قررت نقله إلى العاصمة الفرنسية. وبحسب المصادر الدبلوماسية، فإن اختيار باريس يعد «بادرة تقدير» للحكومة الفرنسية بسبب مواقفها من موضوع الضربة العسكرية، حيث إنها البلد الأوروبي الوحيد الذي يؤكد علنا رغبته في المشاركة في «تأديب» النظام السوري لما فعلته قواته باللجوء إلى استخدام السلاح الكيماوي على مستوى واسع في الغوطتين الشرقية والغربية. وكان من المقرر أصلا أن يخصص الاجتماع لدرس ما آلت إليه المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، التي يعتبر الطرف الفلسطيني أنها «تراوح مكانها» ولم تحرز أي تقدم بسبب استمرار التعنت الإسرائيلي. وكان الناطق باسم العربي السفير ناصيف حتى أعلن يوم الثلاثاء الماضي أن المجتمعين «سيبحثون أفضل السبل التي من شأنها توفير الدعم لإنجاح المفاوضات»، من غير أن يعطي مزيدا من الإيضاحات. وطالب حتى، باسم الجامعة العربية، بتحديد «سقف زمني» للمفاوضات مخافة أن تستمر إلى ما لا نهاية. ويتخوف الجانب العربي من أن تكون إسرائيل تتقصد المراوغة والمماطلة بهدف كسب الوقت، بينما عملية تكثيف وتوسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة سائرة على قدم وساق. وفي الأسابيع الأخيرة، كشفت إسرائيل عن برامج لتسريع الاستيطان؛ أهمها بناء ما لا يقل عن 2000 وحدة سكنية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، كما أنها استبقت بدء المفاوضات بإطلاق عطاءات للبناء. وحتى مساء أمس، كان أربعة وزراء عرب قد أكدوا مشاركتهم في اللقاء الذي سيتم في منزل سفير إحدى الدول المعنية بالاجتماع الذي من المقرر أن يحضره وزراء خارجية أو ممثلو ثماني دول عربية، بينها السعودية والمغرب ومصر والأردن وقطر... ورجحت المصادر الدبلوماسية أن يستغل كيري الاجتماع لوضع نظرائه العرب في صورة آخر تطورات الملف السوري ولمحاولة كسب مزيد من التأييد لرغبة واشنطن وباريس في بناء تحالف دولي عريض يشكل المظلة لتوجيه ضربة عسكرية للأسد. وأفادت مصادر دبلوماسية فرنسية، تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، بأن التحالف الذي تسعى إليه العاصمتان الغربيتان «لا يطالب بالضرورة بجهود عسكرية مباشرة» من الدول الداخلة فيه، بل إن المساهمة «يمكن أن ترتدي أشكالا مختلفة، منها الدعم السياسي والمساهمة اللوجيستية أو وضع قواعد بتصرف القوات المشاركة في العملية العسكرية أو عن طريق توفير الدعم المالي».