على الرغم من المتابعة الآنية من قبل وسائل الإعلام المحلية والعالمية لكل ما يخص تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" من أخبار، خاصةً بعد إعلانه "الخلافة الإسلامية" ومبايعة أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين؛ فإن عددًا ليس بالقليل من علماء المملكة تجاهل الحدث تمامًا، ورفض أن يدلي فيه بدلوه. وجاء استشهاد أحد رجال الأمن بالوديعة على يد إرهابيين يُعتقد أنهم على علاقة بـ"داعش"؛ ليفجر الأزمة، حتى إن الكاتب بصحيفة "الوطن" طارق إبراهيم، كتب مقالاً يتساءل خلاله قائلاً: "أين بيان هيئة كبار علمائنا عن (دولة الخلافة)؟". وأشار الكاتب في مقاله إلى أنه "حتى اللحظة لم يصدر من هيئة كبار علمائنا بيان صريح يكشف حقيقة (داعش)، وحقيقة إعلانه قيام دولة الخلافة، ومن ثم الإعلان عما ينبغي أن يكون عليه موقف المسلم الحق من هذا التنظيم ومن هذه الدولة الجديدة المسماة بدولة الخلافة". وأضاف الكاتب أن التعليقات التي صدرت عن بعض العلماء في هذا الصدد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، من داخل المملكة وخارجها، معقبًا أن جميعها تعليقات عابرة وسريعة وغير موثقة أو مؤكدة، وغير مواكبة لحجم الحدث الذي له تداعيات على الحدود الشمالية والجنوبية للمملكة. وعلى المنوال نفسه، عبَّر أحد المغردين -ويدعى رامي- في تغريدة بالإنجليزية على حسابه الشخصي على موقع "تويتر"؛ عن دهشته بغياب أي تعليق لعلماء المملكة بشأن "الخلافة المزعومة"، قائلاً: "علماء المملكة لم يشيروا بكلمة واحدة منذ إعلان داعش إقامة الخلافة في سوريا والعراق". وفي السياق ذاته، لم يصدر أي تعليق في هذا الصدد عن سماحة المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ، لا في خطبة الجمعة ولا في برنامجه التليفزيوني. كما لم تُصدر الهيئة أي تعليق على القضية، اللهم إلا بيان استنكار لما وصفته بالاعتداء المجرم الآثم الذي تعرض له رجال الأمن البواسل في منفذ الوديعة من قبل الخوارج المنتمين إلى الفئة الضالة، والذي أدى إلى استشهاد أربعة من رجال الأمن وإصابة آخرين. وبالمثل، لم يصدر أي تعليق عن إمام الحرم المكي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس عن موضوع الخلافة.