من الطبيعي أن تكون بلادنا مستهدفة، والأعداء يتربصون بها من جميع الاتجاهات وبمختلف الوسائل الفكرية والعسكرية؛ باعتبارها ترفع راية التوحيد، وتحتضن المقدسات الإسلامية، وتقوم بدور محوري في خدمة الإسلام وحماية العقيدة الصحيحة؛ ولما تنعم به مِـن أَمْـن واستقرار وتـآخٍ بين فئات المجتمع؛ في ظِـلِّ محيط مضطرب يغلي بالصراعات ورائحة الـدّم! وهنا بالتأكيد جنودنا البواسل قادرون بعون الله على حماية هذه البلاد الطاهرة عسكرياً؛ ولكن هذا الواقع وتلك التحديات التي تواجه بلادنا اليوم تتطلب قبل كـلّ شيءٍ (الوحدة الوطنية)؛ التي معها يجـب أن تَـمُـوت شِـعارات (المذهبية، والـقَـبَـلِـيّـة والمناطقية، وتلك التيارات الفكرية والتقسيمات والتَّـحَـزُّبَـات)! فَـنعم الاختلاف في الرأي والـتّـعَـدّدية في وجهات النظر ظاهرة صحية لكن عندما تكون في حدودها الطبيعية التي تقبل الآخَـر وتتَـعايش معه، التي تبني ولا تهدم، وتَـجْـمَـع ولا تُـفَـرّق؛ تلك التي تكون معها نبضات العقول والقلوب ناطقة بصوت واحد ( الـدّين أولاً، ثمّ الــوطن للجميع، والجميع للوطن، والدفاع عنه مسئولية الـكُــلّ). وفي هذا الميدان تظهر أهمية دور العلماء والدعاة والمثقفين؛ لكيما يتركوا الصراعات الفكرية والخلافات على القضايا الجزئية والهامشية التي قادت بعضهم للحزبية الـحَـرَكِـيّـة، والرؤية المنغلقة التي لا هَــمّ لها إلا الـتّـصنيفَـات وإقصاء الآخر (المخالف)، وقـذفه بالاتهامات! واجب أولئك بعد كَـشْـفِـهِـم (لأهل الأهواء والأفكار المنحرفة المتطرفة) أن يجعلوا من الكُـلِّـيَّـات والوسطية محطة التقاء وعنواناً للوحدة الوطنية؛ وأن يزرعوا ذلك في نفوس عامة الناس، (ولاسيما الشباب) من خلال المنابر والقنوات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي الحديثة . ثـمّ في هذا الـسِّـيَـاق على جميع المواطنين الحذر من الشائعات التي تبثها برامج التواصل ومواقع الإنترنت صباح مساء؛ فتلك في مجملها تسعى بالتدليس وصناعة الأخبار الكاذبة، واجترار الماضي، واستحضار فِـتَـنِــه لنشر بذور الفُـرقة بين أبناء الوطن الواحد؛ فما أتمناه أن نتخلص من (ثقافة قَـصّ ولَـصْـق ونَـقْــل) كلّ ما يَـصِـل إلينا عبر المحمول أو البريد الإلكتروني! وأخيراً أدعو الله تعالى أن يحمي بلادنا، وأن يُـتِـمّ عليها نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن يرحم شهداء الواجب وأن يحفظ زملاءهم! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain