×
محافظة المنطقة الشرقية

"الصحة" تدشن المرحلة الثانية من برنامجي "فرحتي" و"الجواز الصحي"

صورة الخبر

اتفق كبار المحللين الإسرائيليين على أن السنة العبرية الجديدة التي بدأت أمس ستضع إسرائيل أمام تحديات وقرارات أمنية وسياسية صعبة تتقزم في مقابلها إجراءات التقشف الاقتصادي التي تضرب بالشرائح الضعيفة. كما توقع معلقون في الشؤون الحزبية أن يواجه الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتانياهو مشاكل داخلية في حال قرر زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان فضّ الشراكة مع «ليكود» بزعامة نتانياهو، ما ينذر بتوجه أكثر تطرفاً للحكومة في المسائل المختلفة. وفي الجرْد الذي أجراه المعلقون للسنة العبرية المنتهية، اتفقوا على أنها كانت خالية من أحداث كبيرة، واقتصرت على الانتخابات العامة التي أبقت اليمين في الحكم، وعلى متابعة التطورات في الدول العربية المجاورة، والحديث عن البرنامج النووي الإيراني. وكتب المعلق المخضرم في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ايتان هابر إن العالم المحيط بإسرائيل «انقلب وتغيّر ويحاول ولوج السنة الجديدة بخطوات ديموقراطية مترددة»، لكن الصورة ليست واضحة بعد، وهي ليست مريحة لـ «الفيلا في الغابة»، وهو التوصيف الذي أطلقه وزير الدفاع السابق إيهود باراك على إسرائيل. وأضاف أن «الأنظمة (العربية) والثوار على السواء لا يشكلون بشرى سارة لإسرائيل التي تنزف، والتي تحاول العيش حياةً طبيعية في بيئة مدمرة ومشتعلة». وأضاف: «بعد حرب عام 1973، أيقن الإسرائيليون أن إسرائيل لا تملك وحدها كل الحكمة وكل القوة العسكرية... الجماهير المنفلتة من حولنا تتربص بنا أيضاً، وبعد الحكام في بلادهم قد يأتي دورنا، ونحن كما دائماً قد ننتصر لكننا سنبقى واقفين على أصابع الأرجل نسأل حتى متى؟». وزاد أن العام الجديد سيشهد عودة الملف الإيراني إلى الواجهة العالمية، «فالوقت ينفد بسرعة، وإسرائيل مع رئيس أميركي لا يهيم بها، تجد نفسها وحدها تقريباً في المعركة في مواجهة دولة عظمى إسلامية تلاحقها بلا توقف». وكتب المحرر الاقتصادي في الصحيفة سيفر بلوتسكر إن الإسرائيليين لن ينشغلوا في العام الجديد بوضعهم الاقتصادي والاجتماعي الصعب، إنما بقرارات حاسمة عسكرية وسياسية تتخذها حكومتهم وقد تغير سيرورة تاريخ إسرائيل. وأضاف أن الحكومة ستجد نفسها أمام حسم في التوجه أولاً، ثم في اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية المتعلقة بـ «سورية مختلفة، ومصر مغايرة، وإيران مختلفة وفلسطينيين مختلفين، وربما أيضاً مع أردن أخرى. وقد تجتاز إيران الخط النووي الأحمر وتجلب لنفسها حرباً جديدة، وربما يحصل العكس بعد استخلاص عبر من الحالة السورية». وأردف: «ليس مستبعداً، على رغم عدم رغبة إسرائيل، أن تضطر للتدخل في سورية وسيناء... كذلك قد تصل المحادثات مع السلطة الفلسطينية التي ترتدي أمام ناظرينا صورة أخرى، خلال الأشهر المقبلة إلى نقطة اللاعودة التي تتطلب من نتانياهو الحسم... وقد تغير الولايات المتحدة مقاربتها معنا ويصبح الحوار مع الرئيس باراك أوباما أكثر صرامة». ويتفق كبير المعلقين في صحيفة «هآرتس» آري شفيط مع زميليه على أن نتانياهو مطالَب بحسم مواقفه، وكتب أن العام الجديد يختلف عن الأعوام السابقة التي قضاها نتانياهو في رأس الحكم، وذلك لسببين: «في العام المقبل، لعبة نتانياهو السياسية (مع الفلسطينيين) قد تبلغ نهايتها، ولعبته مع إيران ستبلغ هي الأخرى النهاية». وتابع انه لا وقت للولايات المتحدة ولا للفلسطينيين ولا للشرق الأوسط المعلق في حبال الهواء، وأنه حانت لحظة الحقيقة، «لحظة سيضطر فيها نتانياهو إلى كشف كل أوراقه، ويقرر ما هي وجهته، وهل هو قادر حقاً على اتخاذ قرار بتقسيم البلاد بين الشعبين (حل الدولتين)، فيخسر اليمين الإسرائيلي ويتزعم تيار الوسط، ويعرّف نفسه من جديد زعيماً صنع التاريخ بالمعنى الإيجابي للكلمة، أو أن يرفض ذلك فيفتضح أمره. لكن في كل الأحوال لن يتمكن من مواصلة الرقص في كل الأعراس». وتابع أن العام الجديد سيشهد حسم الملف الإيراني، إذ ستجتاز إيران «الخط الأسود الذي يلي الخطوط الحمر، ولن يستطيع لا الغرب ولا إسرائيل لجمها... في العام الجديد، سيلتقي نتانياهو مع مهمّة حياته (الملف الإيراني) وجهاً لوجه، ولا أحد يعرف كيف سيسلك، وربما هو لا يعرف... كل هذا في وقت تتمزق سورية من الشمال وتنقلب مصر من الجنوب ويذوب الشرق الأوسط أمام أعيننا، وكل شيء سيكون جديداً». وختم بنبرة تحذيرية: «صحيح أن إسرائيل أقوى من أي وقت مضى، لكن العالم مجنون والواقع فقد صوابه، وأمام كل هذه الفوضى يقف شخص واحد على الجسر، وهو الذي سيقرر كيف سنبحر في هذه العاصفة، ولذا على الإسرائيليين، حتى أولئك الذين يكرهون نتانياهو، أن يتمنوا له النجاح، إذ لا مفر سوى التضرع بأن يتصرف بحكمة في العام الجديد.