أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، تسليم وزارة الخارجية ملف المفاوضات النووية مع الدول الست المعنية به والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعدما كان في يد المجلس الأعلى للأمن القومي. وورد في بيان أورده الموقع الإلكتروني للرئاسة أن «روحاني أصدر قراراً فوّض به وزارة الخارجية مسؤولية إجراء المفاوضات النووية مع الأطراف الخارجيين»، وهم الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) والوكالة الذرية. وذكّر البيان بأن «سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كان يتولى هذه المسؤولية سابقاً»، في إشارة إلى سعيد جليلي. واستدركت الناطقة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم أن «تنسيقاً لازماً حول هذا الموضوع، سيتم في المجلس الأعلى للأمن القومي». تأتي هذه الخطوة استجابة لقراءة أعدّها روحاني، تستند إلى خبرته في هذا المجال، إذ قاد المفاوضات النووية بين عامي 2003 و2005 خلال عهد الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي. وكان وزير الخارجية محمد جواد ظريف عيّن الديبلوماسي رضا نجفي مندوباً لإيران لدى الوكالة الذرية. في غضون ذلك، هنّأ روحاني وظريف اليهود في العالم بالسنة العبرية الجديدة. واستخدم الرجلان لهذه الغاية، حسابيهما على موقع «تويتر»، إذ ورد في حساب روحاني: «أتمنى لكل اليهود، خصوصاً اليهود الإيرانيين، روش هاشاناه مباركاً»، في إشارة إلى رأس السنة العبرية. وضمّن تغريدته في هذا الصدد، صورة لإيراني يهودي يصلي في كنيس «يوسف آباد» في طهران. تأتي خطوتا روحاني وظريف قبل زيارة الرئيس الإيراني نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقائه خطاباً في 24 الشهر الجاري. وكان الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد يستغلّ خطاباته على منصة المنظمة الدولية، للتشكيك في المحرقة النازية لليهود (هولوكوست) خلال الحرب العالمية الثانية، إذ اعتبرها «أسطورة». وسأل أحدهم ظريف على «تويتر» عن نفي ايران حدوث المحرقة، فأجاب في إشارة إلى نجاد: «ايران لم تنفها إطلاقاً. الرجل الذي فعل ذلك رحل. رأس سنة سعيدة». ثم عدل ظريف تغريدته، إذ أصبحت: «ايران لم تنفها إطلاقاً. الرجل الذي اعتُبر أنه فعل ذلك، رحل. رأس سنة سعيدة». وعلّقت هالة إسفندياري، وهي باحثة إيرانية ترأس «برنامج الشرق الأوسط» في «مركز وودرو ويلسون الدولي»، على تغريدتَي روحاني وظريف لتهنئة اليهود برأس السنة، مشيرة إلى أنها لا تتذكّر توجيه زعيم إيراني رسالة مشابهة، «ولا حتى خلال الحقبة الشاهنشاهية». لكن وكالة «فارس» نقلت عن مستشار لروحاني يُدعى محمد رضا صادق إن تغريدة الرئيس الإيراني لتهنئة اليهود برأس السنة، «ملفقة». وأكد أن روحاني لا يملك حساباً على «تويتر»، علماً أن الحساب شُغِّل خلال الحملة الانتخابية للرئيس الإيراني، ويعتبر متابعون للأحداث في إيران أنه يعكس رأي مكتب روحاني. ورحّب توني بلينكن، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، بتغريدتَي روحاني وظريف، مستدركاً أن «ما يهم هي الأفعال، أكثر من الأقوال». ويعيش في ايران حوالى 25 ألف يهودي، يشكّلون أضخم تجمّع يهودي في الشرق الأوسط، بعد إسرائيل، علماً أن عددهم قارب 80 ألفاً عام 1979. إلى ذلك، أعلن قائد مقرّ «خاتم الأنبياء» للدفاع الجوي الجنرال فرزاد إسماعيلي أن إيران ستنفذ الشهر المقبل «مناورات ضخمة في كل أنحاء البلاد»، تشهد «استخدام كل الطاقات الدفاعية ومشاركة كل وحدات الجيش والحرس الثوري».