روافد – متابعات : بعد أحداث أشبه بالدراما الدموية، عاد المواطن عايض المشعلي “38 عاما” إلى منزله في محافظة تثليث، والذي كان مختطفا نحو 21 يوما لدى قبيلة جهم اليمنية. وسرد المشعل التي كانت في استقباله لدى وصوله إلى محافظة تثليث – شرق منطقة عسير – قصة المغارة التي دخلها ولقاءه بمخطوفين آخرين، ومحاولة خطفه من قبل أشخاص آخرين بعد أن أفرجت عنه قبيلة جهم. وقال عايض المشعلي – أب لـ11 طفلا وطفلة –: وصلتني دعوة لحضور زواج أحد مكفولي من المقيمين اليمنيين، عندها غادرت المملكة عن طريق مطار الملك خالد الدولي بالرياض إلى مطار العاصمة اليمنية صنعاء التي وصلتها يوم الاثنين الموافق 11/08/1435 وكان في استقبال صاحب دعوة الزواج – المكفول – وبعض أقاربه، وأقمت الليلة الأولى في أحد فنادق صنعاء بعد ما قاموا بضيافتي في صنعاء”. ومضى يقول: “وفي اليوم التالي – الثلاثاء – غادرت صنعاء برا برفقة أحد المستقبلين لي في المطار إلى محافظة مأرب مقر حفل الزواج وفي منتصف الطريق بين صنعاء ومأرب اعترض طريقنا مجموعة مسلحة عددهم يقارب 40 مسلحا وأوقفونا وطلبوا إثباتاتنا وقدمت لهم جواز سفري وعند علمهم بأني سعودي بدأت المعاناة، حيث طمعوا في اختطافي وقاموا بإركابي في سيارة لهم”. وتابع “ورغم محاولات مرافقي بإنزالي وإفهامهم أني ضيف قبيلة مراد، إلا أنهم رفضوا الحديث معه، والنظر إلى توسلاته وقالوا له سنذهب به دقائق فقط لمكتب شيخ القبيلة، وهو ما حدث حيث سلكوا طريقا ترابيا وعرا يمتد لمسافة تقدر بـ15 كلم عن الطريق الرئيسي، وأدخلوني مغارة فيها مسلحون سألني أكبرهم سنا عن اعتدائي على يمنيين، فأجبته بـ(لا) وبينت له سبب مجيئي لليمن لأني ضيف عند قبيلة مراد فاقترح عليه أحد الموجودين إعادتي إلى رفقائي فقال: لهم أعيدوه”. وتابع “عندها توقعت أن المعاناة انتهت، إلا أننا سلكنا طريقا آخر بسرعة جنونية، جعلني أشك في نواياهم، وبعد ساعة ونصف وصلنا إلى منزل شعبي يتكون من دورين، وسط جبال، وأدخلوني في غرفة بالطابق الثاني ووجدت أمامي 8 مختطفين من جنسيات أخرى يعملون في مجال البترول، وبعدها أضافوا لنا شخصين آخرين ليصبح عددنا 11 مختطفا أنا السعودي الوحيد بينهم”. وأردف وحاولت أن أسأل عن سبب اختطافنا، قال شيخ قبيلتهم إن لهم مطالبات عند الحكومة اليمنية لا تتحقق إلا باختطاف أشخاص مهمين في الدولة أو أناس من دول أخرى، وقال “إن تحررنا مرتبط بتلبية مطالبهم”. وأضاف: “عند دخولي للمنزل الشعبي سحبوا مني جوازي وهاتفي المحمول، وتركوا النقود” وأضاف “ووجدت مع أحد المخطوفين هاتفا كان يخفيه، فاتصلت بالسفارة السعودية في صنعاء وأبلغتهم باختطافي، ثم اتصلت بأقاربي في المملكة وأبلغتهم من الهاتف نفسه”. وعن الأيام التي قضاها مختطفا قال: “بقيت رهن الاختطاف 21 يوما، لم أذق حينها طعم النوم، وكان مصيرنا مجهولا، كما أن إطلاق النار في تلك المنطقة لا ينقطع من المغرب حتى الصباح، وكانوا يستخدمون المدفعية في إطلاق النيران، كما أنني من فترة إلى أخرى أسمع الخاطفين يهددون بقتلي في حال وردهم اتصال سواء من السفارة أو مراسلي الصحف، إذا لم تلب مطالبهم”. وبسؤاله عن طريقة الإفراج عنه قال: “إنه حضرت لجنة وساطة يرأسها الشيخ محمد علي سالم طعيمان الزايدي، وقد بذل جهودا كبيرة للإفراج عنا وأركبني في سيارته الخاصة والمختطفين الآخرين في سيارة أخرى، وبمجرد خروجنا اعترضنا أحد كبار السن ومعه أفراد قبيلته مسلحون ورفضوا خروجنا إلا بعد إطلاق سراح ابنه المسجون في صنعاء وقد تم التواصل بيننا وبين المحافظ لإطلاق سراح ابنه ورفض مرورنا حتى هاتفه ابنه بعد خروجه، وعند وصولنا للطريق الرئيسي اعترضتنا مجموعة مسلحة أخرى ورفضوا عبورنا إلا بعد الإفراج عن أربعة موقوفين منهم لدى الحكومة اليمنية”. وقال: “وبعد وصولنا لمحافظة مأرب استقبلنا محافظها وعرض علينا الضيافة ورفضنا وأصرت قبيلة مراد على ضيافتنا، ثم تم نقلي بطائرة عسكرية إلى مطار صنعاء وكان في استقبالي الدكتور هزاع المطيري ثم ذهبت عن طريق الخطوط اليمنية إلى الرياض وكان في استقبالي رئيس الشؤون الأمنية في وزارة الخارجية فهد الدوسري وشقيقي وبعض أفراد القبيلة”. وبسؤاله عن علمه بتدهور الوضع الأمني في اليمن أفاد بقوله “أسمع أن الأوضاع في اليمن غير مستقرة ولكن أصحاب الدعوة أكدوا لي في اتصالاتهم أن الأمور على ما يرام”. وبسؤاله عن تبليغه لسفارة المملكة في صنعاء أو أحد قنصلياتها في اليمن بوصوله لليمن ومكان إقامته فيه وتزويدهم ببياناته أجاب بقوله: لا”.