قال عبد الله الثني رئيس الوزراء الليبي المنتهية ولايته "إن الحكومة توصلت إلى اتفاق مع زعيم للمحتجين الذين سيطروا على موانئ نفطية في شرق البلاد، لتسليم الميناءين الباقيين وإنهاء حصار أصاب قطاع النفط في البلاد بالشلل". وشوهد الثني في لقطات مصورة حصلت عليها "رويترز" الخميس وهو يتحدث في مؤتمر صحفي صغير ويعلن انتهاء الأزمة. وقال الثني في ميناء رأس لانوف في شرق ليبيا "اليوم - بفضل الله سبحانه وتعالى - وفقنا لتسلم ميناءي رأس لانوف والسدرة، وبذلك تنتهي أزمة الحقول النفطية". وأضاف الثني "إن الحكومة أصبحت تسيطر الآن على ميناءي رأس لانوف والسدرة بدون استعمال القوة بعدما تم التوصل لاتفاق مع إبراهيم الجضران الذي شارك في الحرب ضد معمر القذافي في 2011 وسيطر على المرافئ النفطية قبل نحو عام للمطالبة بقدر أكبر من الحكم الذاتي لإقليم برقة الذي أعلن من جانب واحد في شرق ليبيا". وقال الجضران في المؤتمر الصحفي "إنه بعد حل المؤتمر الوطني العام السابق وانتخاب مجلس النواب الجديد أصبح بإمكان البلاد المضي قدماً". وقال "اليوم وبعد زوال المؤتمر المشؤوم وهو الذي كان السبب في كل المصائب التي حلت بليبيا وانتخاب مجلس النواب الذي نستبشر به كل الخير فإن مصلحة ليبيا في هذه المرحلة الدقيقة تقتضي بعد زوال أهم سبب من أسباب إقفال الموانئ النفطية أن نعلن أمام العالم بفتح هذه الموانئ وهي رأس لانوف والهروج والسدرة النفطية، وذلك وفقاً لمحضر استكمال الاتفاق المرحلي وكذلك التزام الحكومة بما ورد في المبادرة المؤرخة في 18/2/2014". وقد تتيح استعادة الميناءين الرئيسيين في شرق البلاد نحو 500 ألف برميل يومياً من النفط للتصدير رغم أن الشحنات قد تستمر في مواجهة تعطيلات لأسباب فنية. وتباطؤ تنفيذ اتفاقات سابقة بسبب خلافات سياسية لاحقة. وساعدت أنباء الاتفاق الليبي وعلامات مشجعة بشأن الإمدادات من العراق في وقت سابق أمس على تراجع أسعار النفط العالمية نحو دولار للبرميل. وبلغ إنتاج ليبيا النفطي نحو 1.4 مليون برميل يوميا قبل أن تتسبب موجة من الاحتجاجات والإضرابات والإغلاقات في هبوطه في إحدى المراحل إلى 150 ألف برميل يومياً. وبلغ حجم الإنتاج الثلاثاء 321 ألف برميل يومياً. والنزاعات حول موارد ليبيا الضخمة من النفط كانت من بين العوامل الكثيرة المثيرة للصراع بين كتائب متنافسة من المعارضة المسلحة السابقة وفصائل سياسية متحالفة معها منذ الحرب الأهلية التي أنهت أربعة عقود من حكم القذافي في 2011.