في مقال سابق وتحديدا الاسبوع قبل المنصرم تناولت رعاية الشباب مؤكدة في مقالتي على ضرورة تحديد هوية هذه الوزارة وماذا يمكن ان تعمل للشباب عموما وليس الرياضيين فقط والذكور منهم فقط. مازلت على قناعتي ان تغيير راس الهرم في اي مؤسسة حكومية لا يعني تسليما نجاحها، ولكن لابد من خطوات إصلاح مهمة لتحقيق النجاح منها إعادة هيكلة الجهاز البشري بتنظيم يستطيع تحقيق الأهداف مع صياغة هوية تلك المؤسسة من خلال تحديد رسالتها ورؤيتها الحالية والمستقبلية. الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع اهميتها بشكل عام وفي ظروفنا الحالية اكثر واكثر إلا انها للأسف لم تستطع (كما سبق وكتبت قبل تعيين رئيسها الجديد) ان تحدد هويتها وبالتالي الانطلاق لمسؤولياتها تجاه الشباب عموما وليس الرياضيين وتحديداً ممارسي كرة القدم؟؟ مانريده من الرئاسة العامة لرعاية الشباب يفوق كثيرا مجرد كرة قدم او مشاركة منتخب لايضيف انجازا وطنيا، مانريده منها يرتبط بالجنسين ذكورا واناثا، نريد ان نرى برامج اجتماعية ورياضية وثقافية نريد ان نرى بصمة هذا الجهاز في كل زوايا الوطن، وليس المدن الكبيرة فقط، ايضا نريد ان نرى بصمتها في كل زوايا المدن الكبيرة وليس النوادي الرياضية فقط وتحديدا نوادي كرة القدم تلك النوادي التي اكتفت من الاحتراف بعقود خيالية للاعبين دون تعميق لثقافة الاحتراف بما فيها من مسؤولية وطنية ونظام غذائي ونظام حياة متكامل لا يقبل السهر او التسيب من التمارين تخت حجة واخرى او مزاجية اداري. واقع شبابنا واستهدافهم من غير مصدر يفرض على الحميع وخاصة المؤسسات ذات الالتماس بهذه الفئة ان يرتفعوا في قامات عطائهم وديناميكية في العمل والتطوير وقدرة على تحديث آليات التنفيذ لتستطيع مقابلة المستجدات في ظل هذا الصراع العربي والاقليمي، وهنا لابد من ثبات اهدافنا الرئيسة لبناء الشباب. بداية لابد للرئيس الجديد ضخ دماء شبابية مؤهلة ومتطورة فكريا في الجهاز وتحديد ماذا تريد الرئاسة العامة لرعاية الشباب وماذا يريد الوطن عموما منها وماذا يحتاج الشباب منها على وجه الخصوص. وجود شراكة بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم على وجه الخصوص بات ضرورة من خلال شراكات وبرامج مقننة تتكامل في اهدافها مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب في تحقيق هدف وطني يحمي شبابنا بداية من اي استهداف خارجي او منفذ لاجندة خارجية في الداخل، ايضا لابد ان تتكامل تلك الشراكات في هدف رئيس وهو بناء الشخصية الوطنية بكل تفاصيلها ومضامينها من انتماء واعتزاز بالوطن ومنظومة قيم واتجاهات وممارسات سلوكية، حاجة الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتلك الشراكات كبيرة نظرا لفقر عناصرها البشرية وحاجتها لاصحاب خبرة وايضا لوجود قواسم مشتركة بين تلك المؤسسات في بناء الفكر والاتجاهات عند الشباب ووقايتهم من اي فكر غير سوي مع ضرورة تحديد هوية هذه المؤسسة المهمة والتي يحدوني الأمل إلى تحويلها لوزارة ويكون وزيرها عضوا في مجلس الوزراء فالرئاسة العامه لرعاية الشباب تعمل مع أهم ثروة نملكها وهي الشباب رجال وقادة الغد.