سارة أبو شعر فتاة عشرينية تخرجت في جامعة هارفارد الأمريكية العريقة. وقليل منا لا يعرف مكانة هارفارد كونها أفضل مؤسسة تعليمية جامعية على مستوى العالم. وفي المقابل كثير منا لا يعرف من هي سارة أبو شعر السورية الأصل الكويتية المنشأ العربية الملامح. وقفت سارة لتلقي كلمة الخريجين في حفل التخرج فأحسنت وأبدعت حين تمحورت خطبتها حول ربيع هارفارد الذي زرع فيها الأمل بأن ترى في عالمها العربي الشرقي ربيعاً آخر ينطوي على مستقبل تنمو فيه مؤسسات من شاكلة هارفارد في عالمنا العربي الجيد. وسارة ذات أصول سورية، وهنا تكمن المفارقة بين شخصيتها التي تأثرت بأجواء هارفارد، وما حول هارفارد، وبين شخصيتها المفترضة لو أنها عاشت في جحيم الأسد وتخرجت في إحدى جامعات الأسد، وربما فارقت الحياة على يد أحد شبيحة الأسد. لو أن سارة وقفت لتلقي كلمة الخريجين في حضرة مسؤولي جامعة تشرين أو حلب أو الأسد، فماذا تراها قائلة! طبعاً لن يتطلب الأمر خيالاً واسعاً ولا عبقرية فذة ولا قدرات خاصة لتتخيل المفردات التي سيفيض بها الخطاب الملتهب، ولا المقاطع التي سيصفق لها الجميع رغبة ورهبة، ولا الرتابة التي سيضفيها الخطاب المكرور الممل حد القرف. وحسناً فعلت الشرق الأوسط (16 يونيو) عندما سألت سارة عن أثر هارفارد على شخصيتها، وعلى تعليمها، فقالت: (لقد منحتني هارفارد إمكانية التفكير على مستوى كبير، والنظر للأشياء من منظور المشاكل والحلول المحتملة. لم أكن أشعر بأن المشاكل مستحيلة. تعلمنا كيف نفكر ونفكر بإبداعية لإيجاد الحلول. علمتني أن أرى الأمور من زواياها المختلفة، وعلمتني كيف أضع الأمور في سياقاتها التاريخية لأقدّر الأشياء بشكل أكثر دقة ومنطقية...) وعندما تدرك سارة كل هذه الأبعاد العميقة لمعنى التعليم الجامعي، فلا يُعقل أن تتوقع إلا كلمة ذات مضامين مختلفة تليق بالعلم الذي تعلمته، وبالتدريب الذي تلقته، وبالبيئة التي عاشت فيها وبالدقة التي تمثلها. حتماً لن تكون كلمة تقليدية رتيبة تفيض بعبارات الإطراء والنفاق الذي يمارسه المواطن السوري المقهور في حضرة من يمثل الأسد الهصور. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain