شهدت الأراضي الفلسطينية، أمس، تصعيدا غير مسبوق بين المواطنين الفلسطينيين من جهة، وقوات الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى، فقد اندلعت مواجهات عنيفة في القدس بين الشبان الغاضبين وقوات الاحتلال، في أعقاب اختطاف فتى فلسطيني وتعذيبه وقتله حرقا على أيدي المستوطنين اليهود في مخيم شعفاط، الذي انطلقت منه شرارة الأحداث، وأبلغت المصادر الأمنية والطبية أن المواجهات تواصلت طوال نهار وليلة أمس، في غزة والقدس، وبلغ عدد المصابين 240 مصابا، وتخشى سلطات الاحتلال اندلاع مواجهات أكبر بعد أن تسلم سلطات الاحتلال جثمان الفتى محمد أبو خطير لأهله، وتشييع جثمانه، حيث تفرض قوات الاحتلال إجراءات مشددة في مخيم شعفاط وباقي أحياء مدينة القدس المحتلة. محللون ومراقبون سياسيون اعتبروا أن المواجهات الجارية، قد تشير إلى مقدمات انتفاضة ثالثة، تندلع هذه المرة من القدس أيضا، بعد الانتفاضة الثانية التي اندلعت من القدس عام 2000، إثر اقتحام رئيس الوزراء السابق شارون ساحات المسجد الأقصى بحماية مئات الجنود الإسرائيليين. وفي قطاع غزة شن الطيران الحربي الإسرائيلي 15 غارة جوية على مواقع المقاومة الفلسطينية فجر يوم أمس الخميس، وأفادت المصادر الأمنية والطبية الفلسطينية، عن إصابة 17 مواطنا بينهم عدد كبير من الأطفال، جراء حدوث أضرار في منازل المواطنين.إلى ذلك أنهى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، اجتماعا، تواصل لأكثر من أربع ساعات، دون الإفصاح عن أية نتائج، حيث طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الوزراء عدم الإدلاء بأية تصريحات، وسط أنباء تتحدث عن تحضيرات إسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية كبيرة لقطاع غزة خلال الأيام المقبلة.