يبدو أن خارطة العالم كرويا ستتغير، وسيحدث انقلاب كبير على مستوى المنتخبات والنجوم، وربما يكون مونديال 2014 محطة لخارطة طريق جديدة، تحاكي ثورة الفقراء في كرة القدم، ولا تشبه خارطة الطريق في المفاوضات الإسرائيلية العربية المعطلة منذ أن كتبت وأعلنت. الخارطة العالمية الكروية لها بوادر ومؤشرات كفيلة بالمضي قدما في المعادلة الكروية الدولية الجديدة. لم تعد هذه الخارطة تضم دولا عظمى، ولا يوجد بها دول صغرى، فالجميع يملك أسلحة وذخائر فنية تؤهل للعب دور البطل في معارك المستطيل الأخضر. والأدلة كثيرة في هذا المونديال، إيطاليا وأسبانيا وإنجلترا خرجت من الدور الأول، وكوستاريكا وكولومبيا وصلت للدور ربع النهائي، وبلجيكا أصبحت ساحرة في البساط الأخضر. على مستوى النجوم، أصبح قنبلة المونديال جيمس رود ريجز، متصدر الهدافين ونجم الكرة الكولومبية، يهدد عرش ميسي وكريستيانو رونالدو، لاسيما أنه في مقتبل العمر الكروي، والإعلام بدأ يفرضه كنجم تسويقي على غرار نجمي برشلونة والريال، وهذا يعني أنه دخل لعبة الكبار، وربما يقفز للقمة؛ لو تمكن منتخب بلاده من الفوز على البرازيل اليوم، وكان له بصمة في الانتصار. السؤال يطل برأسه.. ماذا لو لعب جيمس رود ريجز لريال مدريد؟ أعتقد أن الخارطة ستتغير كثيرا، بل ستتغير الأولويات بالنسبة للإعلام والجمهور. المونديال محطة هامة لأولئك النجوم الذين لا يجدون قوت يومهم في الإعلام العالمي عندما يبدعون في منافساتهم المحلية، خصوصا في الدول اللاتينية، لذلك يوصف المونديال بأنه مرآة لأندية المال. أشهر أندية العالم ستتغير صفقاتها بعد المونديال، والسباق المحموم بدأ، ولكن من يكسب موندياليا، ومن يكسب النجوم؟ الوقت سيجيب، ولكن المؤكد ريال مدريد سيعصف بالصف الأول من نجومه. مقالة للكاتب عيسى الجوكم عن جريدة اليوم