ما أجمل الفوز عندما يأتي في الوقت المناسب .. كالمطر ينهمر على صحراء قاحلة فينبت الورد والفرح. ـ ما أجمل الانتصار عندما يأتي بعد تعثر وانكسار. ـ ما أجمل الشموع عندما تضيء عتمة الليل .. فتنشر البهجة في كل (الأماكن). ـ ما أجمل النصر عندما يأتي على صهوة التحدي والطموح والإرادة. ـ فريق يستقبل هدفاً قاتلا في مرماه وهو يلعب على أرضه وبين أنصاره. ـ فريق يهدر فرصة التعادل ليعود للمباراة قبل أن يلفظ الشوط الأول أنفاسه الأخيرة. ـ فريق يلعب بلا محترفين أجانب (لهم شنة ورنة) ومع ذلك يأتي في الشوط الثاني كحصان طروادة .. يأتي كما الإعصار .. يلتهم في طريقه الأخضر واليابس .. كما سيل منحدر من رؤوس الجبال .. فيلدغ مختار شباك العين بلمسة سحرية .. تعيد فتح بوابة الانتصار .. وتدب الحياة في عروق النمور من جديد .. فريق آخر بطعم فائق النكهة وأداء شديد الإبهار .. مستفيدا من تدخلات الكوتش القروني .. فمن يصدق أنه أبعد الظهير الأيسر محمد قاسم وزرع مكانه كلمة السر التي كانت نقطة التحول في المباراة .. عسيري عبد الفتاح القصير المكير الذي صنع بيسراه الرهيبة هدفين ولا أروع. ـ عسيري الذي امتطى جواد الشجاعة والجرأة في اقتحام الأرض المزروعة بالألغام .. وفي سد كل الطرق المؤدية لمرمى عزيز ونجح بإمتياز في أداء دوره المزدوج مدافع شرس .. وصانع ألعاب .. ومهندس هجمات من طراز رفيع فكان نقطة التحول التي قلبت موازين المباراة بمساهمة فعالة من الثنائي فهد المولد ومختار فلاته كبير الهدافين .. وباقي كوكبة المقاتلين حمد وباسم باجندوح وأبو سبعان والغامدي عبدالرحمن. ـ وهكذا شهد ملعب الشرائع بداية عودة النمور واقترابهم تدريجياً من العودة إلى مستوياتهم المعروفة .. وقد نشروا الفرح في المدرجات وأعادوا للجماهير الاتحادية بصيصاً من أمل .. تجسد في لقاءين .. كان الفريق متأخرا بالنتيجة .. أمام النهضة استقبلت شباكه هدفين في مطلع الحصة الأولى .. وعاد في الحصة الثانية بخماسية .. وأمام العين تأخر بهدف .. وعاد في الحصة الثانية بهدفين .. هذا يعني أن الفريق بدأ يتعافى من مرضه وضعفه .. فالأهداف المبكرة لا تقتله بل تزيده إصرارا وتوهجاً على العودة من جديد .. وهذه سمات الفريق القوي الواثق وليس البطل .. وهذا هو المطلوب على الأقل في مرحلة التشافي .. والتعافي من مرضه وضعفه .. فوز اتحادي عريض .. جاء على حساب الأمة العيناوية أعاد النمور إلى مواقعهم الطبيعية على خارطة المنافسة الآسيوية .. البطولة المحببة لقلوبهم وجماهيرهم الوفية جاء في يوم ذاقت فيه الكرة السعودية ضربات موجعة .. الشباب ترنح أمام الجزيرة الإماراتي والفتح سقط أمام فولاذ الإيراني والزعيم تعثر في طهران على يد سباهان .. فجاء الفوز الاتحادي ليعيد الثقة من جديد بالكرة السعودية وفرسانها .. شكراً للبلوي إبراهيم المشرف العام على الفريق .. شكراً للكوتش القروني المغامر وقراءته الجيدة لتفاصيل المواجهة العيناوية .. شكراً لأضلاع مثلث الدهشة عسيري وفهد ومختار .. شكراً للجماهير الوفية التي ساندت بحرارة نمورها الشابة وشكرا للعين على روحه الرياضية وتقبله الخسارة بصدر رحب .. وأخيرا شكرا لعميد الكرة السعودية الذي زرع في قلوبنا الفرح في يوم حزين .. وأعاد لنا شيئا من الاطمئنان على حضور أكثر جمالاً وبهاء في دروب المنافسة الآسيوية. على السريع ـ صحيح كل نجوم العالم يهدرون ضربات الجزاء .. ولكن لو كنت مكان مختار لابتعدت مؤقتاً عن تنفيذها حتى لا تصبح (عقدة نفسية). ـ منذ استلام القروني المهمة الصعبة أعاد لنا اكتشاف عبدالفتاح عسيري وله كل الحق في (المراهنة) عليه. ـ عبدالرحمن الغامدي .. أيضا بدأ يستعيد خطورته .. وتحسن طفيف على إيجابية فهد المولد لصالح الأداء الجماعي. ـ محمد فوزي .. لاعب سريع .. ولكن سوء حظه ابتعاده عن المشاركة الفعلية في المباريات .. واقتصارها على الآسيوية حد كثيرا من خطورته .. لكنه يظل ورقة رابحة في قادم الأيام. ـ محمد قاسم .. أكثر من علامة استفهام على هبوط مستواه .. مطلوب من القروني بدلاً من التفكير بالاستغناء عنه مساعدته على استعادة مستواه.