وزعت الشرطة البريطانية صورة تقريبية للقاتل المتهم بقتل الطالبة السعودية ناهد المانع (31 عاماً) التي وجدت مضرجة بدمائها نتيجة تلقيها طعنات بآلة حادة قبل أسبوعين في ممر للمشاة وسط حديقة عامة في مدينة كولشستر في مقاطعة إسيكس شرق إنكلترا ليس بعيداً عن مكان سكنها والجامعة التي كانت تدرس فيها وفقا لما نشرته الراي الكويتية . ويتضح من البيانات التي تصدرها الشرطة تباعاً وتوزعها على وسائل الإعلام أنها مهتمة بالكشف عن القاتل أكثر من أي جريمة أخرى، نظراً لأن مقتل المانع يحمل أبعاداً خطيرة، أولها بالنسبة للمجتمع البريطاني الذي يعاني من ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين، إذ يَعتقد محققو الشرطة أن الجريمة وصلت على خلفية عنصرية وكراهية للمسلمين من جانب القاتل الذي يُعتقد أنه إنكليزي أبيض، لأن المانع التي كانت تلبس لباساً شرعياً قتلت بـ16 طعنة من سكينه، دليلاً على الحقد في داخل القاتل، لذلك فهم معنيون بوضع حد لهذه الظاهرة قبل أن تستفحل وتلوِّث الحياة في المجتمع البريطاني وقد تدفع المسلمين المتطرفين في بريطانيا للدفاع عن أنفسهم وارتكاب جرائم لا تقل خطورة في المقابل. وثانياً، يخشى المسؤولون البريطانيون من أن يؤدي تكرار الاعتداء على الطلبة الجامعيين من البلدان العربية، خاصة الغنية منها بالنفط، أو غيرهم من الطلبة الأجانب الذين يُقدَّر عددهم بعشرات الآلاف أن يدفع هؤلاء الطلبة للبحث عن أماكن أخرى لمواصلة تعليمهم العالي بدلاً من بريطانيا، مما سيلحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد البريطاني وبالمؤسسات والمعاهد العلمية البريطانية المستفيدة مباشرة من الرسوم العالية التي يدفعها الطلبة الأجانب لديها. ووفقاً لبيانات الشرطة استطاع محققوها عقب المعلومات التي جمعوها حول الجريمة من رسم صورة تقريبية بواسطة الكمبيوتر للقاتل الذي أفاد شهود عيان أنهم شاهدوه وهو يركض هارباً من ممر سالاري بروك ترايل مكان الجريمة في صباح يوم 17 يونيو الماضي وقت الجريمة. وقال البيان أن الشرطة تبحث عن رجل أبيض يتراوح عمره ما بين 18 و25 عاما مربوع القامة ولون شعره غامق وكان يلبس بلوزة حمراء اللون، تماماً مثل لون حافلات الركاب في لندن، وفقاً للبيان، ولها أكمام طويلة وغطاء للرأس، بالإضافة إلى سروال أو بنطال لونه غامق. كما شوهد الرجل ذاته وهو يركض في شارع هيوز كلوز القريب. وتم التوصل إلى هذا الرسم التقريبي للمتهم بعد توزيع رسوم لنحو 11 متهماً من قبل، بناء على معلومات أدلى بها المواطنون في المنطقة التي ارتكبت فيها الجريمة. ووفقاً لكبير المحققين ستيف وورون، حققت الشرطة تقدماً ملموساً في البحث عن القاتل وتمكنت من خلال المعلومات التي حصلت عليها تكوين صورة عن المجرم المحتمل الذي أردى المانع قتيلة. وأوضح وورون «بعد أسبوعين، عاد المحققون العاملون معي إلى المنطقة قرب سالاري بروك ترايل وإلى جامعة إسيكس للتحدث مع الأشخاص الذين من المحتمل أنهم كانوا في المنطقة». وأضاف «فالمعلومات التي أعطيت للمحققين ساعدت على تجميع المعلومات في شكل حيوي من شأنه أن يساعدنا في العثور على الشخص أو الأشخاص المسؤولين عن موت المانع». وأوضح أن «المحققين يقومون بحملة واسعة لجمع بصمات الأصابع من أكبر عدد من الناس ضمن عملية التحقيق». وقالت الشرطة ان فريق التحقيق في مقتل الطالبة السعودية يتألف من 100 ضابط شرطة وأن المحققين يدخلون البيوت بيتاً بيتاً ويعملون على استجواب المواطنين في المنزل القريبة من موقع الجريمة، وأن دوائر شرطة في مناطق خارج مقاطعة إسيكس تشارك في التحقيق، خاصة من لندن ومقاطعة كينت الجنوبية وخبراء في الطب الجنائي من الوكالة الوطنية البريطانية للجريمة. وكانت الشرطة أعلنت عن جائزة مالية قدرها 10 آلاف جنيه استرليني لمن يدلي بمعلومات عن القاتل. وضمن عملية التحقيق الواسعة في هذه الجريمة أقدمت الشرطة على تجفيف بحيرة لصيد الأسماك قريبة من موقع الجريمة وأجرت تفتيشات دقيقة في بحيرتين شبيهتين قريبتين من الموقع أيضاً، وذلك بحثاً عن السكين أو الآلة التي استخدمها القاتل في ارتكاب الجريمة. ووجهت الشرطة نداءات إلى المواطنين للبحث في الحدائق خلف منازلهم وصناديق القمامة والحشائش في المنطقة الواقعة قرب موقع الجريمة عن أي سلاح أبيض حتى لو كان تعرض للتخريب أو أي ملابس وأحذية ملطخة بالدماء أو تحمل بقع دماء .