مع انبعاثات عوادم السيارات والأدخنة وروائح الوقود.. لا يكلون ولا يملون في سبيل البحث عن لقمة العيش الحلال.. يجاهدون ساعات طوالا في عز الظهيرة والشمس اللاهبة.. يخصصون بعض الدقائق للراحة وأخذ النفس قبل مواصلة الركض.. يرتاحون على اتكاءة في جدار أو على دكة أسمنت. رواتب ضعيفة لا يدرك المخاطر التي يتعرض لها العاملون في محطات الوقود سواهم، إذ أن المهنة مليئة بمعاناة ومشقة، حيث يكفي استنشاقهم رائحة الوقود ليصابوا بأمراض صدرية أو ضيق تنفس، فضلا عن المخاطر المحتملة في العمل في موقع بالغ الخطورة.. موقع قابل للاشتعال في أي لحظة من خطأ بسيط غير مقصود بإلقاء عود ثقاب أو إشعال سيجارة. ومع كل المخاطر والمصاعب فإن عمال محطات الوقود يتحدثون عن رواتبهم الزهيدة التي لا تكفي حاجاتهم الأساسية ولا تلائم مهامهم الشاقة. (عكاظ الأسبوعية) عاشت التجربة في محطة وقود على أرض الواقع وتحدثت مع العمال حول المهنة ومتاعبها، حيث قال نجيب البنجلاديشي إنه يعمل على فترتين لساعات طويلة ويضطر في مواسم الصيف لتنظيم جدول للعمل في المساء، حيث الحرارة تكون أقل ويقول إنه تعود على رائحة البنزين بعد أن كان متضايقا منه حينما عمل في الموقع قبل أكثر من سنة، لافتا إلى أنه يتابع عمله بشكل اعتيادي رغم أن استنشاقه باستمرار قد يؤدي به إلى مشاكل صحية خطيرة. ملاحقة الهاربين أما بشير فيقول إنه يصطدم أحيانا بمستهتر يفر بسيارته دون أن يدفع الحساب، مضيفا بأنه يتعامل مع مثل هذا الموقف بتسجيل رقم لوحة المركبة وتسليمه إلى صاحب المحطة، مبينا أنه لا يجد وقتا للراحة إلا في وقت الصلوات، خاصة مع اشتداد موجة الحر التي تجعل العمل أمرا صعبا ومزعجا للغاية. إلى ذلك أوضح أخصائي الأمراض الصدرية الدكتور محمد عليم أن الاستنشاق المتكرر لمادة البنزين مضر جدا بالصحة ويؤدي بعد فترة إلى عدد من الأمراض الصدرية، كالربو ومشاكل الشعب الهوائية، التي تضعف الجهاز التنفسي، مضيفا بأن من شأن هذا الأمر أن يحدث تهيجا في الصدر ويثير الحساسية. من جهته قال العميد سالم المطرفي مدير إدارة الدفاع المدني في جدة إنه يتم تنفيذ جولات مفاجئة على محطات الوقود للتأكد من تطبيق اشتراطات السلامة وطفايات الحريق، لافتا إلى أن هناك اشتراطات ومعايير محددة لمحطات الوقود لا بد من الالتزام بتنفيذها بكل دقة.